صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الرحمن الهذلي المكي حليف بني زهرة ﵁.
كان من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة.
شهد بدرا واحتز رأس أبي جهل، فأتى به النبي ﷺ، وكان أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ، وأقرأه وكان يقول: حفظت من في رسول الله ﷺ سبعين سورة، قرأ عليه علقمة ومسروق والأسود، وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة.
وتفقه به خلق كثير، وكانوا لا يفضلون عليه أحدا في العلم، وأمه أم عبد هذلية أيضا من المهاجرات الأول، وكان ابن أم عبد يخدم النبي ﷺ ويلزمه ويحمل نعل النبي ﷺ إذا خلعها، وكان آدم١ خفيف اللحم لطيف القد٢ أحمش الساقين حسن البزة٣ طيب الرائحة، موصوفا بالذكاء والفطنة.
أسلم قبل عمر ﵁ وقال: قال له النبي ﷺ: "إنك لغليم ٤ معلم" ٥.
وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ﵁: إن النبي ﷺ آخى بين الزبير وابن مسعود٦.
وقال أبو موسى: ما كنت أحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت؛ لكثرة دخولهم وخروجهم٧.
_________
١ الآدم في اللغة: الشديد السمرة. "انظر المعجم الوجيز ص١٠".
٢ دقيق الساقين. "انظر المعجم الوجيز".
٣ البزة بفتح الباء الموحدة وتشديد الزاي المعجمة مفتوحة يعني: الهيئة أو السلاح، والمعنى الأول هو المقصود. "انظر المعجم الوجيز ص٤٩".
٤ أخرجه الإمام أحمد في مسنده "١/ ٣٧٩".
٥ عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي ﷺ وأبو بكر وقد نقرا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تستقينا؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما. فقال النبي ﷺ: "هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ " قلت: نعم، فأتيتهما بها فاعتقلها النبي ﷺ ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع "أي: امتلأ وسال" ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر ثم شربت: ثم قال للضرع: "اقلص"، فقلص "أي: تدانى وانقبض" قال: فأتيته بعد ذلك فقلت: علمن من هذا القول. قال: "إنك غلام معلم". فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعن فيها أحد. "انظر صفة الصفوة ص٢٠٨ جـ١".
٦ أخرجه الحاكم "٣/ ٣١٤".
٧ متفق عليه: أخرجه البخاري في الفضائل "٣٧٦٣". ومسلم في الفضائل "٢٤٦٠". والترمذي "٣٨٠٨".
1 / 15