ولكن الحروف به عكسنه
إني أراهم يتقعرون جدا حتى يبعدوا بأبي العلاء إلى آفاق وأجواء غريبة عجيبة.
لا أدري إذا كان المعري يعني هؤلاء بقوله في «سقط الزند»:
يكررني ليفهمني أناس
كما كررت معنى مستعادا
ولا عجب؛ فلهؤلاء أضراب؛ أعني أولئك الملوفكين الذين يغربون في استيحاء نبوءة دانيال ورؤيا يوحنا وأخبار نوستراداميس ...
والأعجب من هذا وذاك أن يقول هذا الرجل: «إن تكلف أبي العلاء قافيتين في اللزوميات والفصول نتيجة عبث وتسلية ونتيجة فراغ ولعب.» كأنه يجهل أن المعري عاش في عصر الصنعة، وأنه معلم مدرسة لو كانت في زماننا لسميت جامعة، وكان عميدها سبعة دكاترة مثل تنين الرؤيا ... فهو في تآليفه نثرا وشعرا يمد يده إلى كل دوحة، وخصوصا إلى تلك التي أورفت في أعلى عليين، وإلى تلك التي نجمت في قعر الجحيم.
فكر جبار يعنيه كل ما يعني طلابه الآتين إليه من كل فج عميق يطلبون العلم عنده، وهو يخاطبهم:
وكم شاهدت من عجب وخطب
ومر الدهر بالإنسان يسلي
Bilinmeyen sayfa