سيأتي في بحوث مصادر الشريعة الاسلامية من هذا الكتاب محاولات السلطات الاسلامية برفع مقام الخلافة في أنظار المسلمين على مقام النبوة ونذكر هنا منها مثالا واحدا من سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي والي الخليفة عبد الملك على العراق حيث خطب في الكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله (ص) بالمدينة، فقال: " تبا لهم ! انما يطوفون بأعواد ورمة بالية ! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ! ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله (1). وان الذي نجده من اتجاه بعض المسلمين في القرون المتأخرة من تهوين أمر الرسول (ص)، ان هو الا نتيجة لتلك المحاولات مدى القرون سواء في ما رووا من روايات تحط من قدر رسول الله (ص) أم ما أولوا من آيات القرآن وغير ذلك مما فعلوا في توجيه المسلمين إلى ما أرادوا. ومنها ما رأوا في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول (2) كما سنذكره في ما يأتي:
---
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 15 / 242، وراجع الكامل للمبرد ط. النهضة بمصر، ص 222. (2) افتى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في السعودية في صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 3 / 12 / 1984 تحت عنوان " حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد " وقال: " لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول (ص) ولا غيره لان ذلك من البدع المحدثة في الدين... "
--- [46]
Sayfa 45