" محمد رجالا مثلك ؟ " فاكد قوله ثانية وقال: " محمد رجالا مثلي، مات " فقال له الحاج " محمد نزل عليه القرآن وينزل عليك القرآن ؟ " فلم يحر جوابا، وبادرنا ركوب السيارات وتحركت بنا. وكان في ركبنا حاج يحمل جواز سفر سعودي ويسكن العراق، فلما بلغنا الحدود وشاهده موظف الجوازات السعودي، انتهره وقال له مستهزئا ومستنكرا: تترك بلاد الاسلام وتسكن بلاد الشرك فأخذ الحاج السعودي يتذلل له ويتخشع ويدعو له ويطلب جوازه حتى ارجع إليه جوازه ! ! ! في السفرة الثانية: كان علماء العراق يومذاك يحملون هم إعادة الاحكام الاسلامية إلى المجتمع، يوقظون أبناء الامة الاسلامية في سبيل المطالبة بها، في مساجدهم واحتفالاتهم ومهرجاناتهم ويعارضون السلطة في تشريعاتها قوانين مخالفة للاحكام الاسلامية، وكنا نتنسم أخبار تحركات المسلمين في هذا السبيل في أي مكان كان، نؤيد ثورة الجزائر ضد فرنسا وندعم الثورة الفلسطينية بكل ما أوتينا من حول وقوة ونستطلع أخبار الثورة الاريتيرية ضد الاحباش ونرى من لوازم نجاح المعركة في سبيل إعاة الاحكام الاسلامية توعية المسلمين في هذا السبيل ثم تكاتفهم وتعاونهم في هذا الصدد ونسيان مسائل الخلاف في ما بينهم. ولما نشبت المعركة الاسلامية في إيران بين سلطة الطاغوت وعلماء المسلمين يومذاك بدءا بمعركتهم من المدرسة الفيضية في الجامعة الاسلامية الكبرى بقم في اليوم الخامس والعشرين من شوال سنة 1382 ه، استبشرنا بها خيرا وحشدنا كل طاقاتنا لمساعدتها وجندنا أنفسنا لخدمتها، فقام علماء العراق بكل ما أوتوا من حول وقوة بتأييدها، جزاهم الله جميعا خيرا. وكنت ممن أقام الحفلات التأبينية وأقمت ثلاث ليال حفلة تأبينية كبرى في بغداد، ألقيت فيها خطب توجيهية توضح أبعاد المعركة الاسلامية في إيران وآثارها ومغزاها. في مثل هذا الظرف سافرت إلى الحج وانا احمل معي شعارا واطروحة، شعارى الدعوة لتوحيد كلمة المسلمين في سبيل اعادة حياة اسلامية في البلاد الاسلامية واطروحتي النهضة الاسلامية المتمثلة بالنهضة الاسلامية التي بدت طلائعها في ايران من
--- [21]
Sayfa 20