32

فصاح مينا في فزع: أمي وزوجتي؟!

فقال قيرس في صرامة: نعم، هما تقيمان هنا في انتظارك. ستبقيان هنا في حفظي وصوني حتى تعود إلينا.

فأطرق مينا واضعا رأسه بين كفيه واضطرب اضطرابا ظاهرا، ثم رفع رأسه قائلا: أأستطيع أن أراهما؟

فقال قيرس مرتاحا: تراهما الساعة حتى تطمئن على أنهما بخير.

وصفق بيديه يدعو حاجبه، ثم قال: قد أعددت لهما حجرة فسيحة فيها كل ما تحتاجان إليه من الراحة والخدمة، فلا تقلق من أجلهما.

فهب مينا واقفا وقال: لقد غيرت رأيي، وخير لي أن أراهما بعد عودتي. خير لي أن أذهب بغير أن أراهما.

وكان صوته متهدجا وعيناه الغائرتان تلمعان ببريق شديد.

فقال قيرس مبتهجا: هذا خير لك ولهما، وهو أدعى أن تعود إلينا سريعا.

فأجاب مينا في صوت عميق قوي: سأعود بأسرع ما أستطيع.

ودخل الليل وكان الظلام دامسا، ونزل مينا بن حنا من الحصن في صحبة القائد جورج، ففتح لهما الحراس الأبواب المؤدية إلى المقابر فوق الخنادق المحيطة بالحصن، ثم أعادوا إغلاقها وراءهما، وما زالا سائرين حتى صارا تجاه الجزيرة المستطيلة، فنادى القائد قائلا: تيودور!

Bilinmeyen sayfa