أخوك معذب يا أم دفر
أظلته الخطوب وأرهقته
فهو يلتزم الهاء، ويلتزم قبلها التاء والقاف، ولكنه مع ذلك لا يسلم من السهولة؛ لأن الكلمة الأخيرة من البيت دائما فعل ماض آخره قاف وقد ألحقت به تاء التأنيث، ثم الضمير المتصل.
فالصعوبة الصعبة التي التزمها أبو العلاء في حقيقة الأمر إنما هي التزام أفعال قافية اللام ليس غير، فهو في حقيقة الأمر لم يغير إلا في حرف واحد هو القاف لا يشذ من هذه القصيدة التي نيفت على الخمسين في ذلك بيت واحد. وهو قوله:
أقات الشيء بعد الشيء فيها
ليمسكني فليتي لم أقته
فالقاف هنا ليست لام الفعل المضارع، وإنما هي فاءه كما ترى، والتاء جزء منه، وليست تاء التأنيث. ومع ذلك فإن أبا العلاء يعترف بالمصاعب حين تلقاه، ولا يخدع نفسه عنها، ولا يحاول ابتكار المحال، فهو قد يصادف الحروف التي لا يتأتى له معها النظم الكثير مع التزام ما لا يلزم، فيكتفي منها بأيسر ما يمكنه من تحقيق الشرط.
فهو لم ينظم على الظاء مع غيرها من الحروف إلا عشرين بيتا، قسمها على ثماني مقطوعات. في الظاء المضمومة مقطوعتان، وفي الظاء المفتوحة مقطوعتان ، وفي الظاء المكسورة ثلاث مقطوعات، وفي الظاء الساكنة مقطوعة واحدة.
ولم ينظم في الغين إلا أربعة عشر بيتا في مقطوعات ست؛ واحدة في الغين المضمومة، وواحدة في الغين المفتوحة، وواحدة في الغين المكسورة، وثلاث في الغين الساكنة.
ونظم في الواو سبعة وعشرين بيتا في مقطوعات ست؛ واحدة في الواو المضمومة، واثنتان في الواو المفتوحة، وواحدة في الواو المكسورة، واثنتان في الواو الساكنة.
Bilinmeyen sayfa