كان الحاج يوسف باشا الصدر الأعظم السابق، الذى كان القائد المقتدر للممالك العثمانية والوالى ذا الشأن العالى لأرض الروم وقراحصار وتوابع تلك الديار، دائما واسطة عقد الصداقة والسلام فيما بين دولتى إيران وآل عثمان، فقد كان يراعى صلاح ومصلحة الطرفين وينظر إلى قواعد اتحاد الجانبين.
وفى هذا الموضوع أيضا وبإشارة مدون أقلام الوقائع «1»، أشار إلى حيثيات معركة على باشا وظهر بمقام طلب العذر عن أفعال على باشا الخاطئة والتماسه إطلاق سراح سليمان باشا كهيا، وأرسل محمود فيضى أفندى، الذى كان من جملة سادة الديوان، إلى حضور نائب السلطنة، وتعهد بأنه من بعد ذلك لن يظهر أى من باشوات [ص 185] أقاليم الحدود والثغور أمرا يخالف رؤية الوئام والاتحاد، وعلاوة على ذلك توقف الصداقة مع الروس برغبة الدولتين العليتين إيران وتركيا العثمانية، وبالاتفاق يقضيا أوقاتيهما فى تخريب بنيان فساد تلك الطائفة.
وتوجه ببعض الهدايا اللائقة إلى الحضرة، ودخل دار السلطنة تبريز وفى مقام الاستشفاع، وطلب بأن يصبح النواب نائب السلطنة واسطة رفع غبار شجار على باشا والى بغداد وطلب إطلاق سراح سليمان باشا كهيا فى العتبة السلطانية. وبناء على ذلك، عرض نائب السلطنة تلك الموضوعات على الدولة القاهرة ، فعفى الخاقان القابل للاعتذار عن تجاوزاته، وقرر بأنه من بعد ذلك لا يصدر بأى وجه من الوجوه سوء السلوك مع حكام الأقاليم العثمانية من قبل نائب السلطنة والأمير محمد على ميرزا، كما سمح لسليمان باشا كهيا بالانصراف مرفوع الرأس، وسيره إلى دار السلام بغداد.
وكما بدأ السلطان سليم خان سلطان ممالك الروم أيضا القتال والحرب مع الروس بحكم المواجهة معهم فى واحد من الأقاليم العثمانية، وسير نائب السلطنة فتح على خان الحاجب بن هدايت الله خان الرشتى كسفير بمرافقة محمود فيضى أفندى عند يوسف باشا. وبعد وصوله إلى ذلك الإقليم صار قرينا للإعزار والاحترام اللامتناهيين وفى سبيل حسن النية ورؤية المسالمة أحكم بنيان الوحدة والاتحاد فيما بين الدولتين ورجع.
Sayfa 229