251

فلما استوى على المحمل، قال للذي حمله على ظهره مازحا: تأخذ أرزاق بني العباس، وتخدم أولاد علي بن أبي طالب، وتبسم فقال له: جعلت فداك، ولد العباس وولد علي عندي سواء.

[قال إبراهيم] : فما سمعناه مزح، ولا رأيناه تبسم قبل ذلك ولا بعده، ولا رأيناه أظهر غما من شيء جرى عليه إلا يوم ورد علينا كتاب المعتصم.

وقد وردنا النهروان، فكتبنا إليه بالخبر واستأذناه في الدخول به، فرد علينا كتابه يأمرنا أن نأخذ خلال القبة، ونسير به مكشوفا، وإذا وردنا بالنهرين أن نأخذ عمامته، وندخله [بغير عمامة إلى] بغداد[حاسرا] وذلك قبل أن يبني سر من رأى.

فلما أردنا الرحلة من النهروان نزعنا خلال القبة، فسأل عن السبب في ذلك؟ فأخبرناه فاغتم به.

فلما صرنا بالنهرين قلت : يا أبا جعفر، انزع عمامتك فإن الخليفة أمرنا أن تدخل حاسرا فرمى بها إلي فدخل يوم النيروز وذلك في سنة تسع عشرة ومائتين وهو في القبة، وهي مكشوفة وعديله شيخ من أصحاب ابن طاهر والجند بين يديه يلعبون ويرقصون، والمعتصم يضحك، وهو في جوسق كان له، ومحمد بن القاسم يسبح ويستغفر، ويدعو عليهم، وهو يحرك شفتيه، ويقول: اللهم، إنك تعلم أني لم أزل حريصا على تغيير هذا وإنكاره.

Sayfa 352