22

Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab

معالم التوحيد في فاتحة الكتاب

Yayıncı

دار المأثور

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Yayın Yeri

دار الأمل

Türler

المبحث الثاني: بيان معنى كلمة التوحيد وشروطها أما كلمة التوحيد فهي قول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ». ومعناها: لا معبود بحق إلا الله، وهي متضمنة لنفيٍ وإثباتٍ. فأما النفي ففي شقها الأول وهو قول: «لَا إِلَهَ»، فهي تنفي بذلك جميع ما يعبد من دون الله. وأما الإثبات ففي شقها الثاني وهو قول: «إِلَّا اللَّهُ» فهي تثبت بذلك العبودية بأنواعها كلها -الظاهرة منها والباطنة- لله وحده لا شريك له، لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه وربوبيته، وبذلك تتحقق البراءة من كل ما يعبد من دون الله من الأنداد. كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)﴾ [الحج]. وكَلِمَةَ التَّوْحِيدِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، هِيَ كَلِمَاتٌ لَا تَتِمُّ النِّسْبَةُ الْمَقْصُودَةُ فِيهَا مِنْ حَصْرِ الْإِلَهِيَّةِ فِي الله إِلَّا بِمَجْمُوعِهَا» (^١). وكلمة التوحيد أعظم شهادة، من أعظم شاهد وهو الله تعالى وأعظم مشهودٍ وهو القسط به ومشهود عليه وهو كلمة التوحيد؛ كما قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)﴾ [آل عمران].

(^١) ينظر: البحر المحيط في التفسير (٣/ ١٩٤).

1 / 27