166

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Araştırmacı

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Yayıncı

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Yayın Yeri

الرياض

وقوله: (الطويل)
وأَغْيَدُ يَهْوى نَفْسَُ كلُّ عَاقِلٍ ... عَفيفٍ، ويَهْوَى جِسْمَهُ كلُّ فاسِقِ
وأقول: إن المتنبي كان يبالغ في كلامه وشعره وزيه في التبادي والتعارب. والعرب لا ترى الغلام مظنة لما يراد به من الفسق وجعله بمنزلة المرأة، فلا
معنى لوصف هذا الغلام العواد المغني بحسن الجسم ووصف الفاسق بهواه لينال منه مناه.
وقوله: (الطويل)
أَلمْ يَحْذَروا أَيْدي الذي يَمْسَخُ العِدا ... ويَجْعَلُ أَيْدي الأُسْدِ أَيْدي الخَرانِقِ
قال: يد الخرانق قصيرة، أي: يذل العزيز إذا عاداه، ويقبضه عما انبسطت له يداه، وقد لاذ في هذا بقول أبي تمام: (الكامل)
لَوْ أنَّ أَيْدِيَهُمْ طِوالٌ قَصَّرَتْ ... عنه، فكيفَ تكون وهي قِصَارُ!
فيقال له: نعم! يد الخرانق قصيرة، كما ذكر، ولكنه لم يرد بها هاهنا القصر (الذي هو ضد الطول) ولكنه أراد الضعف وذلك أنه قابل بها أيدي الأسد التي إنما يراد بها الشدة لا طول الخلق.

1 / 172