على أن مقام الحارث في الحيرة لم يطل، فما هو إلا أن مات قباذ سنة 531م وآل الملك إلى أنو شروان حتى أعاد المنذر الثالث وطرد الحارث، ففر بماله وأولاده فتبعتهم خيل المنذر، ولحقتهم بأرض كلب؛ فهرب الحارث تاركا ماله وإبله فانتهبها المنذر، وأسر ثمانية وأربعين من بني آكل المرار من بينهم عمرو ومالك ابنا الحارث، فأمر المنذر بهم فقتلوا في ديار بني مرين، وفيهم يقول امرؤ القيس الشاعر الكندي:
ملوك من بني حجر بن عمرو
يساقون العشية يقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا
ولكن في ديار بني مرينا
ولم تغسل جماجمهم بغسل
ولكن في الدماء مرملينا
تظل الطير عاكفة عليهم
وتنتزع الحواجب والجفونا
أما الحارث فظل في بني كلب حتى قتل، وقيل: مات عقب تتبعه ظبيا مدة ثلاثة أيام.
Bilinmeyen sayfa