118

Günlerden Sonra

ما بعد الأيام

Türler

زميله : «نعم أعرف، وصديقنا نزيه مسعد قد نشر عن طريقها فعلا ترجمة لكتاب «الباب الضيق» للكاتب الفرنسي أندريه جيد الذي حصل على جائزة نوبل، وهذا هو الكتاب المترجم.»

ويتصفح الأستاذ الأول الكتاب ويقول: «إن الترجمة مصدرة بكلمة من المؤلف ويلي المقدمة رد عليها بقلم طه حسين. إن «أندريه جيد» يتساءل كيف يمكن أن يترجم كتابه إلى اللغة العربية! إن كتابه قلق وحيرة وبحث عن الحقيقة، وأغلب قراء العربية من المسلمين، والإسلام يدعو أهله إلى القبول لما يتلقون من الأحكام باطمئنان وبغير بحث أو قلق.»

ويقول الزميل: «إن طه حسين يرد على أندريه جيد بقوله: «إنك قد عرفت بعض المسلمين ولكنك لم تعرف الإسلام؛ لأن الإسلام دين فحص وبحث، لا تسليم فيه إلا بما يثبت بالحجة والبرهان».»

ويختم الأستاذ الأول الحديث بقوله: «أندريه جيد عاشر المسلمين في شمال أفريقيا، والحمد لله أن رد طه حسين جاء بهذه القوة، رده مفحم.»

ويصل أندريه جيد إلى مصر، ويزور طه حسين في منزله، ويمتد حديثهما ويتشعب، يتناول كتاب «الباب الضيق» وترجمته، ويستمع أندريه جيد إلى حديث طه حسين عن الإسلام وما أنشأ من مدنية، وما يستطيع أن يعيد إنشاءه الآن من الحضارة، وفي آخر الحديث يدعو طه حسين أندريه جيد إلى إلقاء محاضرة عامة في نادي متخرجي الجامعات بشارع شريف بالقاهرة.

وتكتظ القاعة بالحاضرين والحاضرات وتضيق، ويتزاحم من يريدون الدخول على سلم العمارة، ويفيضون على المدخل، يحاولون سماع كلمة من طه حسين أو من أندريه جيد أو حتى مجرد رؤية الأديبين الكبيرين عند الدخول أو عند الخروج.

وفي منزل طه حسين يقرأ أندريه جيد بصوت عال قصة من تأليفه عن بطل يوناني قديم هو «تيسيه»، وقد سبق له أن قرأ لهم كتابا آخر من تأليفه أيضا هو «أوديب».

وطه حسين يستمع ثم يتكلم عندما ينتهي أندريه جيد من القراءة، فيقول للمؤلف: «سأعلم أبطالك العربية، سأترجم الكتابين، وستنشرهما دار الكاتب المصري، إذا أذنت، وسترى أن القارئ العربي ذكي قادر على تذوق أرقى الكتب، ولقد سبق أن ترجمت كتب أخرى من كتبك إلى العربية وكانت الترجمة ناجحة ورائجة أيضا، وأنا الآن أقرأ كتابك «بروميثيوس ذو الغل المطلق» وأفكر في تعريبه.»

ويرد أندريه جيد قائلا: «لقد أصبحت أعرف المسلمين معرفة أحسن، وعلى ذكر ذلك لقد قابلت حتى الآن الكاتب والعالم المصري وأريد الآن أن أقابل الفنان، أريد أن أقابل المهتمين بشئون التمثيل.»

ويدعو طه حسين صديقه أندريه جيد لمشاهدة مسرحية من مسرحيات الأستاذ نجيب الريحاني، أندريه جيد لا يفهم النص طبعا ولكنه يفهم ما يجري في المسرحية لقوة تعبير الريحاني وفرقته، ولأن المسرحية مقتبسة عن رواية فرنسية اسمها «بائعة الشكولاتة»! ... بعد انتهاء المسرحية يصعد أندريه جيد مع طه حسين إلى المسرح لتهنئة نجيب الريحاني ويقول له إنه ليس فنانا مصريا فحسب، إنه فنان عالمي. •••

Bilinmeyen sayfa