109

Günlerden Sonra

ما بعد الأيام

Türler

ويقول طه حسين: «وهل يمكن أن يكون كلام الملوك فارغا؟! لكن لفظ «زعزعة» غير دقيق، إن المستهدف هو أن يقوم في مصر نظام اجتماعي جديد على أساس من الحرية والعدل.» •••

في يوم أول مايو 1945 يعلن الألمان مصرع هتلر، وتقول وسائل الإعلام إنه انتحر، ومن قبل ذلك بيومين قتل الغوغاء موسوليني في إيطاليا. جيوش الحلفاء تدخل برلين، تستسلم ألمانيا. وفي يوم 8 مايو 1945 يعلن الحلفاء انتهاء الحرب في أوروبا.

وتقول أمينة لأبيها - بعد إغلاق الراديو: «الحمد لله! لكن هذا النصر لم يتحقق إلا بمصرع آلاف الشباب ووقوع آلاف الكوارث، ما أعظم جريمة الطغاة! كيف نحمي الحرية والكرامة البشرية في نفس الوقت الذي نحمي فيه الأجيال القادمة من أمثال هذه المجازر؟»

ويرد طه حسين: «هذا يا ابنتي هو السؤال كما يقال: كيف يحيا الناس حياة فاضلة؟ كيف يحققون دنيا الحرية والعدل؟ وكيف يعيشون بها؟ وكيف السبيل إلى صيانتها دون أن تضطر الشعوب المسالمة إلى أن تقابل بالعنف عنف المعتدين؟»

ويتوقف طه حسين برهة ثم يقول: «ستعود الآن المواصلات مع أوروبا، ويتمكن أخوك من السفر لباريس للدراسة لدرجة الأجريجاسيون.»

وتسأل أمينة: «ولماذا لا يدرس للدكتوراه؟»

ويرد طه حسين: «أريده أن يحصل على الأجريجاسيون أولا رغم أنها أصعب، إنني لم أرد لك أنت أيضا أن تختاري الطريق السهل، لم تكن الدراسات اليونانية واللاتينية - التي اخترتها لك - أسهل الدراسات! وعلى فكرة أين بلغت في بحثك للماجستير؟ هل انتهيت من قراءة ما كتبه الشاعر الألماني جوته عن موضوعك، عن قصة أفيجينيه؟»

وترد أمينة: «نعم، ولكن الموضوع كما تعلم صعب بشكل يرضيك! وعلى فكرة مطلوب مني محاضرة عامة حول هذا الموضوع وقد تورطت وقبلت، ولكنني أموت خجلا وخوفا من مواجهة الجمهور.»

ويقول طه حسين: «هذا لأنك تحترمين سامعيك، هل تظنين أني لا أحس الرهبة حتى الآن عندما أواجه جمهورا أحترمه؟»

أمينة: «أنت؟! طه حسين ؟!»

Bilinmeyen sayfa