107

Günlerden Sonra

ما بعد الأيام

Türler

ويقول طه حسين: «من السهل اليسير أن يستجيب الناس لسلطان الدعاية ومن العسير مقاومتها والامتناع عليها والخلاص من تأثيرها. على أني واثق كل الثقة أنه مهما كانت ضخامة الدعاية فلن يكتب لفلسفة العنصرية النصر، بل سيكون النصر لدعاة الحرية، بشرط أن تكون دعوتهم صادقة وأن يكونوا لها مخلصين.»

وتتحول الحرب لصالح الحلفاء، ويتم للجنرال الأمريكي أيزنهاور نصره الكبير في إقليم نورماندي في شمال فرنسا، وتأخذ جيوش الحلفاء في الزحف محققة انتصارات متكررة في كل جبهات القتال.

وفي بيت مري في لبنان، يوم 25 أغسطس 1944، يسمع طه حسين نبأ دخول الجنرال ديجول باريس، فيقول لزوجته وولديه: «لم أزل أقول لكم إنه لا بد أن ينهزم المعتدي، وإنه لا بد من النصر لمن يدافع عن الحريات بالعزم والإصرار وبالصدق والإخلاص.» •••

وفي بيت مري أيضا يتلقى طه حسين من مصر رسالة بأنه قد عين رئيسا لوفدها في احتفال المجمع العلمي السوري في دمشق بالعيد الألفي للشاعر أبي العلاء المعري، وفي دمشق يجتمع أعضاء الوفد الرسمي: الأستاذ أحمد أمين والأستاذ عبد الحميد العبادي والأستاذ أحمد الشايب، ويعرف طه حسين أن الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني قد حضر يمثل نقابة الصحفيين، وأن الدكتور عبد الوهاب عزام قد جاء ملبيا دعوة المجمع السوري؛ فيدعو الجميع إلى تكوين وفد واحد لمصر فيتم في دمشق تكوين هذا الوفد، ويأخذ أعضاؤه يتعاقبون في إلقاء أحاديثهم وبحوثهم طوال أيام المؤتمر، ويهدي الوفد المصري إلى المؤتمر كتابا طبعته مصر خصيصا في هذه المناسبة وهو «تعريف القدماء بأبي العلاء»، ويساهم الوفد أيضا باسم مصر في إنشاء مكتبة بسوريا خاصة لأبي العلاء.

وينتهي الاحتفال فيكتب طه حسين لوزير المعارف: «إن مصر تحسن كل الإحسان إلى نفسها وإلى البلاد العربية كلها إذا مضت في المشاركة في جميع المظاهر للحياة الثقافية والعلمية في العالم العربي.» •••

في النصف الأول من أكتوبر يستقبل طه حسين في منزله بالزمالك، مساء يوم من أيام الأحد، أصدقاءه وزملاءه وتلاميذه حسب عادته، يتحدث مع الدكتور حسين فوزي عن الموسيقى، وهو يريد أن تعنى مصر بالموسيقى الغربية كما لا بد أن تعنى بموسيقانا الشرقية، ويقول إن الأستاذ أمين الخولي يحدثه أن ابنته الآنسة سمحة شغوف بالموسيقى العالمية قد أتقنتها دراسة وأداء، والأستاذ أمين نفسه يقول إنه هو لا يفهم هذه الموسيقى إلا قليلا، وطه حسين يرى في ذلك دليلا على نجاح جيله وجيل أمين الخولي من الأساتذة، لأن التطور الذي عملوا من أجله قد تحقق.

يقول الدكتور كامل حسين: «نيران الحرب العالمية لم تزل مشتعلة، على أن انتصارات الحلفاء مستمرة، ترى هل يتقدم الحلفاء الآن صوب قلب ألمانيا؟»

ويرد طه حسين: «إن الأخبار الواردة من الخارج طيبة.»

ويقول الدكتور حسين فوزي: «أما «الواردة» من الداخل فليست كذلك فيما يظهر، سمعت أن هناك أزمة وزارية.»

ويرد طه حسين: «ومتى انتهت الأزمات الوزارية في مصر؟!»

Bilinmeyen sayfa