وتقول أمينة مقاطعة: «ابنتها كانت تحب أن تكون معكما، ولكنكما تعرفان أننا قد قررنا في الكلية أن نقيم احتفالا للتضامن مع اليونان في موقفها ضد الاحتلال ، سنعرض فيه «مأساة إلكترا» تأليف سوفوكليس، وسوف يكون هذا العرض مظاهرة جامعية وتأييدا للمطالبين بالحرية والاستقلال لا في اليونان فقط بل في كل مكان، ولا بد لي إذن من البقاء هنا للتمرين.»
ويقول طه حسين مبتسما في حنان: «سنعود أنا وأمك من الإسكندرية لنكون في طليعة المشاهدين والمصفقين.» •••
وفي القطار تقول السيدة سوزان: «إن الأستاذ شفيق مترى طلبك هذا الصباح تليفونيا بعد خروجك.»
ويقول طه حسين: «نعم، تكلم معي بعد ذلك، كان يستشيرني في فكرة إنشاء سلسلة كتب شعبية بأقلام عدد من الكتاب من كل أرجاء الوطن العربي ليقرأها العرب في كل البلاد.
وقد قلت له: إن العرب الذين تراهم اليوم منقسمين يا شفيق، لن يجمع كلمتهم يوم تجتمع إلا نسيج فكري متجانس تنسج خيوطه أقلام كتابهم جميعا، بمثل هذا ستجتمع كلمتهم يوما بفضل الله.»
سوزان :
هل كلمك للاستشارة فقط؟
طه :
استشارني كذلك في اسم السلسلة، وطلب أن أكتب الجزء الأول من أجزائها، قلت له يسميها «اقرأ»، أول كلمة أنزلت من القرآن الكريم، ولهذه الحقيقة مغزاها الكبير، وقد وعدته بأن أقدم الكتاب الأول في السلسلة؛ قصة سأسميها «أحلام شهرزاد»، هي في ظاهرها أسطورة وفي حقيقتها حديث عن السلام والحرب، وعن الديكتاتورية والطغيان، عن الحكام والشعوب التي يلعب بها الحكام. أحلام شهرزاد هي في الحقيقة أحلامي أنا بعالم يتمتع بالمساواة والعدل والخير، فيعصم نفسه بذلك من الضلال والهلاك.
وتقول سوزان: «ما أروع هذا الكلام! يجيء في الوقت الذي تتتابع فيه انتصارات النازية ويسيطر فيها على الدنيا عنف السلاح.»
Bilinmeyen sayfa