225

ما له . فرفع إليه الكيس بخاتمه ، فلم يقبله . ورافعه إلى عمر بن هبيرة ، فقال لإياس بن معاوية (1) : أنظر في أمرهذين . فقال إياس للمستودع عنده المال : ما تقول ؟ قال هذا كيسه بخاتمه . قال : منذكم هو عندك ؟ قال : مند خمس عشرة سنة . قال : فضوا الخاتم وانثروا الدراهم ، ففعلوا فوجدوا فيها ضرب عشر سنين وخمس سنين وأ كثر وأقل . فقال له : أقررت أنه عندك منذ خمس عشرة سنة ، وفي الكيس ضرب عشر سنين وخمس سنين ؟ فأقر بالدنانير فألزمه إياها .

فيل كان في الزمن الأول ملك إنما يشرب (هو) وأهل ناحيته من ماء السماء. فقال له منجموه : إنا نجد فى علمنا أنه من شرب من ماء هذه السنة المقبلة تغير عقله وخولط ، فإن رأى الملك أن يأمر بادخار الماء لنفسه وخاصته فليفعل ، ولا يشربوا من ماء هذه السنة المقبلة . فأمر بالمصانع فاتخذت وادخر فيها من الماء ما يكفيه ويكفي خاصته . فلما جاء المطر وشرب الناس منه تغيرت عقولهم واختلطوا . وشرب الملك من الماء الأول هو وخاصته فلم يصبهم ما أصاب العوام .

قلما رأتهم العامة فى خلاف حالهم ، قال بعضهم لبعض : إن ملكنا قد خولط، وتغيرت عقله وعقول أصحابه . وما الرأى إلا خلعه والاستبدال به ملكا (منا) عاقلا لم يتغير عقله . فبلغ ذلك الملك ، فقال لوزيره وكتايه ومنجميه : قد ترون ما أجمع هؤلاء عليه ، فما الرأى ؟ قالوا : الرأى أن نشرب

Sayfa 225