212

البارالحارى والتلاثون

سيي

دفعم الفلة

لحكى أن الإسكندر لما شخص عن أرض فارس إلى أرض الهند ، تلقاه ملك الهند فى جمع عظم ومعه ألف فيل مجففة بالسلاح ، عليها الرجال ، وفي خراطيمها السيوف ، فالتقوا . فكانت الدثرة على الإسكندر ، ولم تقف دواب جنده للفيلة وولت منها هاربة . فرجع الإسكندر إلى مأمنه ، ثم أمر صناعه فاتخذواله تمائيل للفيلة ، وجعل مرابط خيله فى تلك التمائيل حتى ألفتها الخيل . ثم عرباتخاذ ألف تمثال رجل على ألف فرس من يحاس مجوفة . ثم ألبسها الدروع وملا أجوافها بالنفط والكبريت ، وجرت على العجل فوقفت فى مواضع الوقعة ، وبين كل تمثالين منها جماعة من أصحابه . فلما نشبت الحرب واشتدت ، مر بإشعال النار فى تلك التماثيل فحميت ، وانكشف أسحابه عنها . وغشيت الفيلة التمائيل فضربتها بخراطيمها فتشيطت خراطيمها واحترقت . فولت الفيلة اجعة ، وكانت الدبرة فى ذلك اليوم على ملك الهند(1) .

حكى أن سعد بن أبى وقاص ، لما حارب رستم بالقادسية ، لم يكن شىء أشد على المسلمين من الفيلة ، لنفار (2) دوابهم منها وشدة نكايتها . فأتى

Sayfa 212