لي أن ملكا كانت أسراره وأخباره تظهر كثيرا إلى عدوه ، فيبطل تدبيره على عدوه .. فبلغ ذلك منه ، فشكاه إلى أحد نصحائه وقال له : ن جماعة يطلعون على أسرارى ، ولا بد لى من إظهارها لهم ، ولست أدرى ايهم يظهرها ، وأكره أن أنال من البرىء منهم بما يستحق الخائن . فدعا لكتاب فكتب فيه أخبارا من أخبار الملك وجعلها كذبا كلها ، ثم دعا برجل جل منهم ، كل واحد دون أصحايه ، ممن كان آيفشى الملك إليه خيره ، فقال للملك : خير كل واحد من تخبر على حدة لا تظهر عليه سائر أصحابه ، ومر كل واحد منهي بستر ما أسر إليه ، واكتب على كل خير اسم صاحبه . لم يلبث أن أظهر الخونة ما أفشى إليهم ، وانكتمت أخبار الناصحين وما أفشى ليهم . فعرف الملك من ئيفشى سره فحذره .
حكى أن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن(1) ، لما خرج على أمير المؤمنين المنصور بالبصرة ، اتهم المنصور جماعة من أهل الكوفة بالفساد عليه وخافهم . فكتب كتبا إليهم على لسان إبراهيم بن عبد الله ، يخبر فيها بأنه يثق بهم ويعتمد عليهم ويأعرهم بالوثوب على أبى جعفر . ثم أخذ فيج (2) فدفع الكتب ليه وهى مفضوضة وقال له : انطلق بها إلى من هى (إليهم) ، واعلمهم أن براهم وجهك بها ، وأنى ظفرت بك ففضضتها . فلما وصلت الكتب إلى
Sayfa 189