Tufan'da Ölenler İçin Yas
اللهوف في قتلى الطفوف
[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتجلي لعباده من أفق الألباب المجلي عن مراده بمنطق السنة والكتاب الذي نزه أولياءه عن دار الغرور وسما بهم إلى أنواع السرور ولم يفعل ذلك بهم محاباة لهم على الخلائق ولا إلجاء لهم إلى جميل الطرائق بل عرف منهم قبولا للألطاف واستحقاقا لمحاسن الأوصاف فلم يرض لهم التعلق بحبال الإهمال بل وفقهم للتخلق بكمال الأعمال حتى فرغت نفوسهم عمن سواه وعرفت أرواحهم شرف رضاه فصرفوا أعناق قلوبهم إلى ظله وعطفوا آمالهم نحو كرمه وفضله.
Sayfa 1
فترى لديهم فرحة المصدق بدار بقائه وتنظر إليهم مسحة المشفق من أخطار لقائه ولا تزال أشواقهم متضاعفة ما قرب من مراده وأريحيتهم مترادفة نحو إصداره وإيراده وأسماعهم مصغية إلى استماع أسراره وقلوبهم مستبشرة بحلاوة تذكاره فحياهم منه بقدر ذلك التصديق وحباهم من لدنه حباء البر الشفيق فما أصغر عندهم كل ما أشغل عن جلاله وما أتركهم لكل ما باعد من وصاله حتى إنهم يتمتعون بأنس ذلك الكرم والكمال ويكسوهم أبدا حلل المهابة والجلال.
Sayfa 2
فإذا عرفوا أن حياتهم مانعة عن متابعة مرامه وبقاءهم حائل بينهم وبين إكرامه خلعوا أثواب البقاء وقرعوا أبواب اللقاء وتلذذوا في طلب ذلك النجاح ببذل النفوس والأرواح وعرضوها لخطر السيوف والرماح.
وإلى ذلك التشريف الموصوف سمت نفوس أهل الطفوف حتى تنافسوا في التقدم إلى الحتوف وأضحوا نهب الرماح والسيوف فما أخصهم بوصف السيد المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه وقد مدح من أشرنا إليه فقال-
Sayfa 3
لهم نفوس على الرمضاء مهملة
وأنفس في جوار الله يقريها
كان قاصدها بالضر نافعها
وأن قاتلها بالسيف محييها
ولو لا امتثال أمر السنة والكتاب في لبس شعار الجزع والمصاب لأجل ما طمس من أعلام الهداية وأسس من أركان الغواية وتأسفا على ما فاتنا من السعادة وتلهفا على امتثال تلك الشهادة وإلا كنا قد لبسنا لتلك النعمة الكبرى أثواب المسرة والبشرى وحيث في الجزع رضا لسلطان المعاد وغرض لأبرار العباد فها نحن قد لبسنا سربال الجزوع وآنسنا بإرسال الدموع وقلنا للعيون جودي بتواتر البكاء وللقلوب جدي جد ثواكل النساء فإن ودائع
Sayfa 4
الرسول ص الرءوف أبيحت يوم الطفوف ورسوم وصيته بحرمة وأبنائه طمست بأيدي أممه وأعدائه فيا لله من تلك الفوادح المقرحة للقلوب والجوائح المصرخة بالكروب والمصائب المصغرة لكل بلوى والنوائب المفرقة شمل التقوى والسهام التي أراقت دم الرسالة والأيدي التي ساقت سبى الجلالة والرزية التي نكست رءوس الأبدال والبلية التي سلبت نفوس خير الآل والشماتة التي ركست أسود الرجال والفجيعة التي بلغ رزؤها/ إلى جبرئيل والقطيعة التي عظمت على الرب الجليل وكيف لا يكون ذلك وقد أصبح لحم رسوله مجردا على الرمال ودمه الشريف مسفوكا
Sayfa 5
بسيوف أهل الضلال ووجوه بناته مبذولة لعين السائق والشامت وسلبهن بمنظر من الناطق والصامت وتلك الأبدان المعظمة عارية من الثياب والأجساد المكرمة جاثية على التراب-
مصائب بددت شمل النبي ففي
قلب الهدى أسهم يطفن بالتلف
وناعيات إذا ما مل من وله
سرت عليه بنار الحزن والأسف
فيا ليت لفاطمة وأبيها عينا تنظر إلى بناتها وبنيها ما بين مسلوب وجريح ومسحوب وذبيح وبنات النبوة مشققات الجيوب ومفجوعات
Sayfa 6
بفقد المحبوب وناشرات للشعور وبارزات من الخدور وعادمات للجدود ومبدئات للنياحة والعويل وفاقدات للمحامي والكفيل.
فيا أهل البصائر من الأنام ويا ذوي النواظر والأفهام حدثوا أنفسكم بمصارع هاتيك العترة ونوحوا بالله لتلك الوحدة والكثرة وساعدوهم بموالاة الوجد والعبرة وتأسفوا على فوات تلك النصرة فإن نفوس أولئك الأقوام ودائع سلطان الأنام وثمرة فؤاد الرسول وقرة عين البتول ومن كان يرشف بفمه الشريف ثناياهم ويفضل على أمه أمهم وأباهم-
إن كنت في شك فسل عن حالهم
سنن الرسول ومحكم التنزيل
فهناك أعدل شاهد لذوي الحجى
وبيان فضلهم على التفصيل
Sayfa 7
ووصية سبقت لأحمد فيهم
جاءت إليه على يدي جبريل
فكيف طاب للنفوس مع تداني الأزمان مقابلة إحسان أبيهم بالكفران وتكدير عيشه بتعذيب ثمرة فؤاده وتصغير قدره بإراقة دماء أولاده وأين موضع القبول لوصاياه بعترته وآله وما الجواب عند لقائه وسؤاله وقد هدم القوم ما بناه ونادى الإسلام وا كرباه فيا لله من قلب لا ينصدع لتذكار تلك الأمور ويا عجباه من غفلة أهل الدهور وما عذر أهل الإسلام أو الإيمان في إضاعة أقسام الأحزان ألم يعلموا أن محمدا ص موتور وجيع-
Sayfa 8
وحبيبه مقهور صريع والملائكة يعزونه على جليل مصابه والأنبياء يشاركونه في أحزانه وأوصابه.
فيا أهل الوفاء لخاتم الأنبياء علام لا تواسونه في البكاء بالله عليك أيها المحب لوالد الزهراء نح معها على المنبوذين بالعراء وجد ويحك بالدموع السجام وابك على ملوك الإسلام لعلك تحوز ثواب المواسي في المصاب وتفوز بالسعادة يوم الحساب-
فقد روي عن مولانا الباقر ع أنه قال كان زين العابدين يقول أيما مؤمن ذرفت عيناه لقتل الحسين ع حتى تسيل على خده بوأه الله غرفا في الجنة يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدق-
Sayfa 9
وأيما مؤمن مسه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار
وروي عن مولانا الصادق ع أنه قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر
وروي أيضا عن آل الرسول ص أنهم قالوا من بكى أو أبكى فينا مائة ضمنا له على الله الجنة ومن بكى أو أبكى خمسين فله الجنة ومن بكى أو أبكى ثلاثين فله الجنة ومن بكى أو
Sayfa 10
أبكى عشرة فله الجنة ومن بكى أو أبكى واحدا فله الجنة ومن تباكى فله الجنة
. قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسيني جامع هذا الكتاب إن من أجل البواعث لنا على سلوك هذا الكتاب أنني لما جمعت كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر ورأيته قد احتوى على أقطار محاسن الزيارات ومختار أعمال تلك الأوقات فحامله مستغن عن نقل مصباح لذلك الوقت الشريف أو حمل مزار كبير أو لطيف أحببت أيضا أن يكون حامله مستغنيا عن نقل مقتل في زيارة عاشوراء إلى مشهد الحسين ع فوضعت هذا الكتاب ليضم إليه وقد جمعت هاهنا ما يصلح لضيق وقت الزوار وعدلت عن الإطالة والإكثار وفيه غنية لفتح أبواب الأشجان وبغية لنجح
Sayfa 11
أرباب الإيمان فإننا وضعنا في أجساد مغناه روح ما يليق بمعناه وقد ترجمته بكتاب اللهوف على قتلى الطفوف ووضعته على ثلاثة مسالك مستعينا بالرءوف المالك
Sayfa 12
المسلك الأول في الأمور المتقدمة على القتال
كان مولد الحسين ع لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وقيل اليوم الثالث منه وقيل في أواخر شهر ربيع الأول سنة
Sayfa 13
ثلاث من الهجرة وروي غير ذلك-
ولما ولد ع هبط جبرئيل ومعه ألف ملك يهنئون النبي ص بولادته وجاءت فاطمة ع إلى النبي ص فسر به وسماه حسينا
قال ابن عباس في الطبقات أنبأنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي قال أنبأنا حاتم بن صنعة فالت أم الفضل زوجة العباس (رضوان الله عليه) رأيت في منامي قبل مولده كأن قطعة من لحم رسول الله ص قطعت فوضعت في حجري ففسرت ذلك على رسول الله ص فقال [يا أم الفضل رأيت خيرا] إن صدقت رؤياك فإن فاطمة ستلد غلاما وأدفعه إليك لترضعيه قالت فجرى الأمر على ذلك فجئت به
Sayfa 14
يوما إليه فوضعته في حجره فبينما هو يقبله فبال فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي ص فقرصته فبكى فقال النبي ص كالمغضب مهلا يا أم الفضل فهذا ثوبي يغسل وقد أوجعت ابني قالت فتركته في حجره وقمت لآتيه بماء فجئت فوجدته ص يبكي فقلت مم بكاؤك يا رسول الله فقال ص إن جبرئيل أتاني فأخبرني أن أمتي تقتل ولدي هذا لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة
قال رواة الحديث فلما أتت على الحسين ع من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله ص اثنا عشر ملكا أحدهم على صورة الأسد والثاني
Sayfa 15
على صورة الثور والثالث على صورة التنين والرابع على صورة ولد آدم والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون يا محمد ص سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ع ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ولم يبق في السماوات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي ص كل يقرئه السلام ويعزيه في الحسين ع ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته والنبي ص يقول اللهم اخذل من خذله واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه
قال فلما أتى على الحسين ع من مولده سنتان خرج النبي ص
Sayfa 16
في سفر له فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك فقال هذا جبرئيل ع يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء يقتل عليها ولدي الحسين بن فاطمة ع فقيل له من يقتله يا رسول الله فقال ص رجل اسمه يزيد لعنه الله وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه ثم رجع من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين ع بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ع ويده اليسرى على رأس الحسين ع ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إن محمدا عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن أخلفهما في أمتي وقد أخبرني جبرئيل ع أن ولدي هذا مقتول
Sayfa 17
مخذول اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله قال فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب فقال النبي ص أتبكونه ولا تنصرونه ثم رجع ص وهو متغير اللون محمر الوجه فخطب خطبة أخرى موجزة وعيناه تهملان دموعا ثم قال أيها الناس إني قد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرة فؤادي ومهجتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا وإني
Sayfa 18
أنتظرهما وإني لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أمرني أن أسألكم @QUR@ المودة في القربى فانظروا ألا تلقوني غدا على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم ألا وإنه سترد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة الأولى راية سوداء مظلمة وقد فزعت له الملائكة فتقف علي فأقول من أنتم فينسون ذكري ويقولون نحن أهل التوحيد من العرب فأقول لهم أنا أحمد نبي العرب والعجم فيقولون نحن من أمتك يا أحمد فأقول لهم كيف خلفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربي فيقولون أما الكتاب فضيعناه وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن آخرهم عن جديد الأرض فأولي عنهم وجهي فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم
Sayfa 19
ثم ترد علي راية أخرى أشد سوادا من الأولى فأقول لهم كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر كتاب ربي وعترتي فيقولون أما الأكبر فخالفنا وأما الأصغر فخذلناهم ومزقناهم كل ممزق فأقول إليكم عني فيصدرون ظماء عطاشا مسودا وجوههم ثم ترد علي راية أخرى تلمع وجوههم نورا فأقول لهم من أنتم فيقولون نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد ص ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه وأحببنا ذرية
Sayfa 20