İştar'ın Gizemi: Tanrıça, Dini ve Mitolojinin Kökeni
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Türler
66
سيدة الحيوان
إن سيدة الغاب والبراري الوحشية والطبيعة البكر، هي سيدة عالم الحيوان، تظهرها رسوم ومنحوتات العصر النيوليتي في صحبة حيواناتها، أو ممتطية صهواتها، أو حاملة أشبالها على كتفيها. ففي الشكل رقم (
4-21 ) وهو منحوتة من شتال حيوك، نجد الأم الكبرى في شكلها النمطي جالسة على الأرض وعلى كتفيها زوج من الفهود، التي كانت في ميثولوجيا شتال حيوك رمزا للحياة الطبيعية الوحشية، ورمزا لقوة الأم الكبرى وبأسها. وإضافة إلى ظهور هذه الحيوانات إلى جانب الإلهة في تماثيلها ورسومها، فإن أشكالها تزين جدران المعابد، لا باعتبارها موضعا للتقديس والعبادة بذاتها، بل باعتبارها رمزا لسلطة الأم الكبرى على الحياة البرية، وكانت الإلهة نفسها تبدو في بعض الأعمال التشكيلية لشتال حيوك وقد ارتدت جلود الفهد، أو تجلس على عرش تحمله الحيوانات المختلفة.
67
وفي عصور الكتابة اللاحقة تتابع عشتار ظهورها كسيدة للحيوانات في جميع الثقافات؛ رغم الاتجاهات الدينية الجديدة التي تجعل الألوهة المذكرة في صراع مع الحيوانات لا في وئام معها، شأن عشتار. ففي مقارعة الحيوانات الكاسرة رمز لانفصال الرجل عن عالم الطبيعة وترويضه لكل ما هو فطري وغريزي، سواء في داخله أو على المستوى الطبيعي. وفي رعاية عشتار للحيوان رمز لوفاء المرأة لتكوينها الأصيل كجزء من الطبيعة متحد معها لا منفصل ولا متسام عليها. لقد صرع إله الشمس تنانينه ووحوشه الخرافية، وبنى فوق أشلائها عالما من صنعه، تحكمه شرائعه وقوانينه الموضوعة، بينما بقيت الإلهة القمرية مع حيواناتها جزءا من حكمة الطبيعة المتدفقة أزلا وأبدا.
في بلاد الرافدين نجد كثيرا من الأختام الأسطوانية تعالج موضوع سيدة الحيوان؛ إذ نجد إنانا السومرية أو عشتار البابلية في وضع عار أو نصف عار وسط حشد من مختلف أنواع الحيوانات. وفي بعض الأختام السومرية، نجد سيدة الحيوان واقفة فوق تيس، وفي نحت من أوغاريت نجد عناة عارية الصدر تمسك بيدها حزمتين من أوراق النبات، وعن يمينها وشمالها يشب تيسان على أقدامهما الخلفية. وفي نحت أوغاريتي آخر نراها عارية فوق أسد وبيديها الاثنتين ترفع حزمتين من النبات (شكل رقم
4-22 ). وفي كريت تقف على مرتفع وعن يمينها ويسارها أسدان (الشكل رقم
2-12
فصل الأم الكبرى).
Bilinmeyen sayfa