İştar'ın Gizemi: Tanrıça, Dini ve Mitolojinin Kökeni
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Türler
هذا وقد دخل رمز الأفعى في التفسيرات الماورائية لفرق غنوصية أخرى. عن هذا يخبر القديس هيبوليتوس أيضا: «يتألف الكون بالنسبة لهم من الأب والابن والمادة. يتوسط الابن، وهو اللوغوس، بين الأب والمادة، وهو الأفعى التي تنوس أبدا بينهما، فتأخذ قوى الأب وتطبعها على المادة التي كانت أصلا بلا شكل أو هيئة. ولا يمكن لأحد أن ينجز خلاصه وينهض من عالم الأموات إلى الأبدية بدون الابن، الذي هو الأفعى؛ لأنه هو الذي زود هذا العالم بالصورة والشكل، من الماهية العلوية الكائنة عند الأب، وهو الذي سيرفع معه المستيقظين.»
59
هذه المعتقدات الغنوصية عن الابن - الأفعى، المخلص، لم تتأثر بالعبادات العشتارية وبعبادات الخلاص المتفرعة عنها، بل إنها لتجد سندا لها في العهد الجديد نفسه. نقرأ في إنجيل يوحنا: «وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؛ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.»
60
لقد فتحت هذه الفقرات من إنجيل يوحنا الباب على مصراعيه لدخول رمز الأفعى إلى الفنون التشكيلية المسيحية. ففي الشكل رقم (
4-19 ) نجد الأفعى والصليب وحمامة الروح القدس في تكوين رمزي واحد. أما في الشكل (
4-20 ) فنجد الأفعى مرفوعة على الصليب رمزا للمسيح نفسه.
شكل 4-20: المسيح - الأفعى على الصليب، ألمانيا القرن السادس عشر.
ولقد وجهت الميثولوجيا الذكرية، هنا أيضا، هجوما ضد هذا الرمز العشتاري المرتبط بعبادة الأم الكبرى، ونكاد لا نعثر على إله شمسي أو سماوي لم يدخل في صراع مميت مع أفعى الأم الكبرى. ولعل هذا الصراع يعكس صداما موغلا في القدم تم عند مشارف التاريخ المكتوب، بين الديانات الأمومية القديمة والديانات الذكرية الصاعدة، وانتهى بتدمير معابد الأم الكبرى، وقتل كاهنتها التي ترتدي جلد الأفعى وقناعها، وتحطيم تماثيل الحية المعدنية داخل الحرم. فالإله أبولو، كما تروي الأسطورة الإغريقية،
61
Bilinmeyen sayfa