İştar'ın Gizemi: Tanrıça, Dini ve Mitolojinin Kökeni
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Türler
عشتار الأفعى
اعتقد الإنسان القديم بأن الحية خالدة لا تموت، وأن تبديلها لجلدها القديم بجلد آخر، هو تجديد لحياتها كلما نال منها الهرم، وربط بينها وبين القمر الذي يجدد حياته في دورة شهرية دائمة، فيسلخ جلده القديم في طوره المتناقص ويلبس جلدا جديدا في طوره المتزايد. فكانت الحية رمزا للإلهة القمرية منذ الأزمنة السحيقة. ومن هنا جاء اسم الأفعى في اللغة العربية على أنه الحية مشتقا من الحياة . وفي وصف بابلي للإلهة عشتار أن جسدها مغطى بحراشف الأفعى،
45
وفي ذلك تعبير رمزي على صلتها بالحية، وتجديدها الدوري لجلدها القمري. وقد اعتقد اليونان أن عدد أضلاع الحية تعادل عدد أيام الشهر القمري،
46
كما عبرت الأعمال التشكيلية للحضارات القديمة عن هذه الوحدة الخفية بين القمر والأفعى بشكل واضح. ففي الشكل رقم (
4-13 )، وهو رسم على الفخار من سوسة في إيران، نجد الأفعى منتصبة وعلى رأسها الهلال وأمامها الصليب؛ ثلاثة رموز عشتارية في تأليف فني واحد.
شكل 4-13: عشتار الأفعى - سوسة، إيران.
هذه التصورات الميثولوجية التي تعود في أصلها إلى العصر النيوليتي، ما زالت مستمرة في التصورات الميثولوجية للشعوب البدائية الحديثة، فلدى كثير من قبائل ميلانيزيا وأستراليا وإندونيسيا وأفريقيا، وهنود أمريكا، تشير الحية إلى القمر ويشير القمر إلى الحية. وما زال رمز الحية التي تحمل الهلال على رأسها قائما لدى بعض هذه القبائل؛ للدلالة على الحياة الأبدية، وتتم الاحتفالات والطقوس الخاصة بالإلهة الأفعى في اليوم الأول لظهور القمر الجديد. ومن علاقة القمر بالأفعى، انتقلت التصورات الميثولوجية إلى الربط بين الأفعى والمرأة؛ فالمرأة في أصلها كانت أفعى، والأفعى كانت امرأة. ففي أسطورة من الكونغو عند الطوفان الكبير: أن الذعر الذي حل بالبشر إبان تلك الكارثة قد أعاد المخلوقات إلى أصولها، فتحول الرجال إلى قرود وتحولت النساء إلى أفاع. وهذه الأسطورة تنسج على منوال خرافات العصور الوسطى في أوروبا التي تؤكد أن النساء خلقن من أرجل الأفعى التي فقدتها لدى تسللها إلى الفردوس.
47
Bilinmeyen sayfa