İştar'ın Gizemi: Tanrıça, Dini ve Mitolojinin Kökeni
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Türler
9-2 ) فإن الإلهة تعود إلى شكلها المألوف الذي عهدناه في تماثيلها التقليدية التي تبالغ في التوكيد على مناطق الخصوبة وإظهارها. فنراها جالسة على عرش تحمله الحيوانات، وهي تضع مولودها الذي يبرز رأسه بين ساقيها لحظة الميلاد . وقد يظهر الإله الذكر في بعض منحوتات شتال حيوك في هيئة الرجل الناضج، ولكن دون أن يعطي انطباعا برهبة الألوهة؛ مما يدل على أن الفنان قد أراد التوكيد على الدور الثانوي للإله الذكر وتبعيته للإلهة الأم.
شكل 9-1: الأم المزدوجة وابنها الثور - شتال حيوك.
شكل 9-2: الأم الكبرى تضع طفلها - شتال حيوك.
هذه العائلة المقدسة لديانة شتال حيوك، لا تتألف من أربعة آلهة، كما يبدو للناظر لأول وهلة؛ إذ يعتقد أنه أمام أم وابنة، وأب وابن، بل تتألف في الواقع من إلهين وأربعة تجليات؛ فهناك الأم الكبرى في وجهيها، وهي الأم التي ستظهر فيما بعد في حضارة كريت تحت اسم «السيدتين»، وفي اليونان تحت اسم ديمتر/بيرسفوني، وهناك الابن الذي يلعب في الوقت نفسه دور الزوج المخصب.
2
ولقد بحثنا بالتفصيل دلالة ازدواج الإلهة الأم في فصول سابقة، أما ازدواج الإله الابن، وقيامه بدور الوليد الإلهي والزوج المخصب، فيجد تفسيره في معتقد الإلهة الواحدة للعصر الحجري. فوفق هذا المعتقد، لا يمكن أن يظهر إلى جانب الأم الكبرى إله آخر، إلا إذا كان ناشئا عنها مولودا من رحمها. وعندما وصل التطور داخل المجتمع النيوليتي والديانة النيوليتية حدا كان لا بد معه من ظهور إله مذكر، لم يكن هذا الإله إلا ابنا للأم الكبرى، أنجبته لتخصب به نفسها. وقد بقيت هذه العلاقة قائمة بين الأم الابن في الديانات العشتارية اللاحقة، رغم ما أصابها من تطور وتغير. ولعل هذه الفكرة ستغدو للقارئ أقل تجريدا، إذا نحن دعمناها بمزيد من الأمثلة المأخوذة من الأعمال التشكيلية. ففي الشكل رقم (
9-3 ) وهو تمثال للأم الكبرى وابنها من مستوطنة هيجيلار بجنوب الأناضول، التي تنتمي للثقافة السورية النيوليتية الشمالية، نجد الأم الكبرى في وضعية الجلوس، وقد احتضنت إلى صدرها ابنها، الوليد الإلهي الصغير. أما في الشكل رقم (
9-4 ) وهو تمثال من نفس الموقع، فنجد الأم والابن في وضع المجامعة الجنسية الواضحة. وفي كلا الدورين اللذين يلعبهما الإله الابن، في هذين العملين التشكيليين المعبرين، يبدو الإله الذكر طفلا أبديا للأم الكبرى، ودوره الجنسي كحبيب مخصب للإلهة، لا يعطيه ميزة عليها بل على العكس من ذلك؛ لأن سيطرة المرأة في العملية الجنسية تبدو واضحة تماما، ويظهر العمل الفني اسيتعابها للعاشق الذي يلعب حتى في الفعل الجنسي دور الابن التابع المعتمد على أمه اعتمادا مطلقا.
شكل 9-3: الإله الذكر في دور الابن - جنوب الأناضول، الألف السادس ق.م.
شكل 9-4: الإله الذكر في دور الحبيب - جنوب الأناضول، الألف السادس ق.م.
Bilinmeyen sayfa