İştar'ın Gizemi: Tanrıça, Dini ve Mitolojinin Kökeni
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Türler
إن الإله الكوني الشمولي، عندما لا يجرد من نفسه ظلا له يحمله مسئولية الموت وشرور الحياة، لا بد له من الإمساك بخيوط القوتين الكونيتين بذراعيه الاثنتين، فباليمنى يمسك قوة الحياة والخير، وباليسرى قوة الموت والشر. وهنا تغدو مسألة استرضاء وجه الإله الأبيض، واتقاء غضب وجهه الأسود، الموضوع الأساسي للعبادة والطقوس. من هنا نستطيع أن نفهم الخصيصتين المتناقضتين للأم الكبرى للعصر الحجري، أول إله شمولي عبده الإنسان . كما نستطيع أن نفهم استمرار هاتين الخصيصتين في وريثات الأم الكبرى.
تدل الاكتشافات الأركيولوجية الحديثة من منطقة الشرق الأدنى، على أن الأم الكبرى للعصر النيوليتي قد عبدت كسيدة للموت كما عبدت كسيدة للحياة.
21
وتدل طقوس الدفن التي مارسها سكان المستوطنات الزراعية النيوليتية، على أن الموت لم يكن بالنسبة إليهم سوى معبر للعودة إلى أحضان سيدة الموت التي كانت في نفس الوقت سيدة للحياة. ففي مستوطنة شتال حيوك، كان النسر، ذلك الطائر الذي يعيش على جثث الموتى، رمزا للأم الكبرى في وجهها الأسود. وكانت معابد المستوطنة ملأى بالرسوم الجدارية التي تمثل نسورا عملاقة منقضة على جثث الموتى (شكل رقم
7-2 ). ويستدل علماء الآثار، اعتمادا على هذه الرسوم، وعلى دراسة بقايا الهياكل العظمية لسكان تلك المستوطنة، على أن الموتى كانوا يوضعون على مصاطب عالية في أماكن بعيدة خاصة، تأتيها النسور فتلتهم لحم الجثث وتترك الهيكل العظمي سليما. وكانت المصاطب العالية تحمي الجثث من الكلاب والضباع وما إليها من الحيوانات القمامة، وتتركها وقفا على طيور الأم الكبرى. فإذا انتهت النسور من عملها حملت الهياكل العظمية إلى مستودعات خاصة تترك فيها إلى فصل الربيع، حيث تأخذ كل عائلة موتاها فتدفنهم في منزلها تحت مصاطب النوم والجلوس. كما كانت أرضيات المعابد تستخدم لدفن الموتى من ذوي المكانة الخاصة.
22
شكل 7-2: نسر الأم الكبرى، رسم على جدار معبد في شتال حيوك 6000ق.م.
ورغم أن فريقا آخر من علماء الآثار يطرح تفسيرا مغايرا لمشاهد النسور في الرسوم الجدارية، فإن كلا الفريقين متفق على أن النسر هو رمز للأم الكبرى لشتال حيوك باعتبارها سيدة للموت؛ ذلك أن الفريق الثاني يرى أن تلك المشاهد ليست تمثيلا لطقس، بل تمثيل لأسطورة تتعلق بعالم ما بعد الموت، وأن نسور الأم الكبرى هي التي تتلقى الموتى بعد عبورهم إلى العالم الآخر.
23
هذا وقد وجد المنقبون في شتال حيوك أن مناقير النسور كانت مدفونة في الأثداء الأنثوية المشكلة من الصلصال، التي كانت تزين بعض جدران معابد المدينة. وفي ذلك إشارة بليغة إلى سلطة الأم الكبرى على عالمي الموت والحياة في آن معا.
Bilinmeyen sayfa