وفي سادس آيار 1932 افتتح في باريس عينها معرض للكتب التي صنفها المحاربون القدماء، حضره السيد پول دومير رئيس الجمهورية الفرنسية، لكن رونق ذلك الاحتفال تشوه بمصرع الرئيس المشار إليه، إذ أطلق عليه الطبيب الروسي پول جورجولوف رصاص مسدسه، فأرداه قتيلا في باحة المعرض.
1
وأعظم معرض للمخطوطات الإسلامية أنشئ في المتحف البريطاني بلندن سنة 1934 بإدارة المستر تشستربيتي، فكان موضوع إعجاب الجميع لاحتوائه على رقوق نادرة، وخطوط غريبة الأشكال، ومصاحف كتبت في عصور مختلفة، ومصنفات ذات قيمة تاريخية، وشوهد بين تلك الكنوز مخطوطات اقتناها المتحف البريطاني بما يؤازي ثقلها ذهبا، ومما برهن على خطورة ذلك المعرض أن الملك جورج الخامس، والملكة ماري زوجته شرفاه بزيارتهما الملكية. (2) معرض المكتبة الواتيكانية
لا يخفى أن في المكتبة الواتيكانية برومة معرضا مدهشا، يشتمل على خرائد وفرائد لا قرين لها في سائر المكتبات الكبرى. ثم ضمت إليه أهم التحف التي أهديت عام 1887 إلى البابا لاون الثالث عشر في يوبيله الكهنوتي الذهبي. وقد زرناه مرتين عام 1900 وعام 1922، فلفت نظرنا كثير من ذخائره نذكر منها: كتاب «رتبة القداس» مرصع بالجواهر الغوالي، أهداه إلى البابا المشار إليه إمبراطور النمسا فرنسيس يوسف الأول (1848-1916)، ونسخة من التوراة مجلدة تجليدا فاخرا، وموشاة باللآلئ النادرة قدمها للبابا حاخام اليهود الأكبر في برلين. ومركع للصلاة مطعم بالحجارة الكريمة قدمته للحبر الأعظم أميرات مملكة إسبانيا وسيداتها النبيلات. (3) معرض يوبيل المجمع العلمي الروسي
في السنة 1925 احتفل المجمع العلمي الروسي باليوبيل القرني الثاني لتأسيسه، فكتب إلى صاحب هذا المقال رسائل بريدية وبرقية، يستدعيه رسميا إلى حضور المهرجانات العظيمة التي جرت لذلك في مدينتي ليننغراد وموسكو. وكان افتتاح تلك الحفلات الرائعة صباح سادس أيلول من السنة المذكورة. وقد بالغت حكومة روسيا في تكريم ضيوفها الوافدين إليها من أربعة أقطار المعمور، وكلهم من جلة العلماء وكبار حملة الأقلام. وانتهزت تلك الفرصة، فأنشأت معرضا للكتب القديمة ضم ما لا يحصى من المخطوطات العربية، وغير خاف أن مكتبات ليننغراد حافلة بنفائس الآثار، وفيها الشيء الكثير من تلك الذخائر القديمة، وأهم المخطوطات المذكورة محفوظ بكل حرص في ثلاث مكتبات، وهي: المكتبة العمومية، ومكتبة الكلية، ومكتبة المتحف الآسيوي،
2
وفي المكتبة العمومية المذكورة نسخة قديمة من رسائل بولس الرسول تحت رقم 327، كتبت عام 892 للميلاد على رق غزال. وهي من أقدم المخطوطات التي كتب عليها تاريخ نساختها.
3 (4) معارض مكتبات القسطنطينية والقاهرة وبيروت
كان للخليفة عبد الحميد الثاني السلطان العثماني (1876-1909) شغف عظيم بالمخطوطات القديمة الجميلة. حشد منها طائفة صالحة في خزائن «يلدز» قصره في الآستانة، وكان يتباهى بها أمام الملوك والعظماء، الذين يزورونه أكثر من تباهيه بما خلضفه السلاطين أسلافه من التحف والجواهر. وبعد خلعه يمم بيروت بعض أولاده وحفدائه وباعوا بها طرفا شتى التقطوها من بلاط السلطان الخليع، فاقتنى مؤلف هذا المقال أفخر ما استحضروه معهم من المخطوطات وأندرها.
على أن الشرقيين أخذوا بتوالي الأزمان يقلدون الغربيين في معارضهم الكتابية، وكان المجلي في هذا المضمار أولياء دار الكتب المصرية، فإنهم أفسحوا فيها بعض الخزائن لعرض أثمن ما لديهم من المصاحف والمخطوطات القديمة النادرة. وانتهج المتحف القبطي في القاهرة نهج دار الكتب المصرية، فخصص بالكتب القبطية النفيسة دائرة تلفت أنظار الزائرين بزخارف محتوياتها، وقدامة عهدها.
Bilinmeyen sayfa