Genel Tarih Özeti
لب التاريخ العام فيما صدر من غابر الأعوام
Türler
الأهرام: إن أهرام الجيزة الثلاثة التي لم تزل واقفة على قدم الدوام ولم يؤثر فيها صرف الزمان وتوالي الحدثان، كانت ملوك قدماء المصريين تبنيها مقابر لهم، وكان كل واحد منها قبر ملك. وأعظم أهرام الجيزة الهرم المسمى بالهرم الأكبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو المائة والستين مترا، وهذا الهرم من أعظم آثار العالم، وأرفع قبر شيد في الدنيا، على أن الذين بنوه ما كانوا يعرفون الآلات، فكان لأجل ما يرفعون الحجارة إلى أعلى؛ كانوا يشيدون أولا منحدرا يسحبون الحجارة عليه، ثم يهدمونه بعد. وبنت الملوك هذه الأهرام بواسطة رعاياها وأسراها. وهذه الأهرام موجودة في الجيزة بالقرب من القاهرة، وأغلب الأجانب - وعلى الأخص سكان أوروبا - يأتون إليها زمرا زمرا، ويصرفون المبالغ الباهظة لرؤية هذه الآثار التي هي من أعجب آثار العالم.
فنون قدماء المصريين وحيواناتها: كانت قدماء المصريين تشيد معابد عظيمة وكانوا يرفعون على باب كل واحد منها مسلتين عظيمتين، ومن هذه المسلات: المسلة التي كانت بالأقصر التي أخذها الفرنساويون ووضعوها في عاصمة بلادهم «باريس»، في ميدان يقال له «كونكورد»، وقد كانت أخذتها من أطلال معبد طيبة. وكانت المصريون تنقش من الحجر هياكل، يقال للواحد منها أبو الهول «إسفنكس»، ويضعونه على صفين في دهليز المعبد. وكان عندهم محاريث كالموجودة الآن في ديار مصر وجنوب فرنسا، وكانوا يحرثون ويزرعون، ووجد في مقابرهم حب من القمح كالموجود الآن. وكانوا ينسجون أقمشة من الكتان، ويشتغلون الذهب والفضة، ويستخرجون منهما حليا يلبسونها، ويصنعون الزجاج والصيني، ويصنعون من نبات ينبت في مصر على شاطئ الماء نوعا من الورق، ويكتبون عليه بأقلام من القصب مبرية، وهذا النبات كان يسمى بابيروس «البردي»، ومن هنا أخذت الإفرنج لفظة «بابييه» التي معناها الورق. وكان عندهم من الحيوانات: الثيران والعنز والخنازير وأسراب من الأوز.
كتابة قدماء المصريين: كانت المصريون اخترعت كتابة رموزها تسمى ب «الهيروغليفي»، وهذه الرموز كانت في مبدأ الأمر كثيرة العدد، عسيرة جدا، فكان لكل كلمة علامة مختلفة، وبما أن الكلمات لا تدخل تحت حصر، كان الوصول إلى تعلم هذه الكتابة صعب المنال جدا، وفي آخر الأمر صارت هذه الكتابة سهلة بعد ما حسن فيها؛ إذ إنه كانت توجد أمة صغيرة بالقرب من الشام، يقال لها «الفينيقيون»، وهذه الأمة كانت تسكن جملة مدن، أشهرها مدينة «ثير»، وكانت سكانها تجارا مفتقرة لكتابة سهلة؛ ليكتبوا بها في دفاترهم التجارية لحفظ تجارتهم، فلأجل الوصول إلى هذه المآرب أخذوا نحو العشرين حرفا من الأحرف المصرية، وأوجدوا طريقة بحيث إنه بهذه الأحرف يمكنهم أن يكتبوا كل ما أرادوه. والحرفان الأولان من هذه الأحرف هما «ألفا بيتا» باليوناني، ومن هنا أتى اسم «ألفابيه» أعني حروف الهجاء، وجميع الحروف المستعملة الآن في بلاد أوروبا هي آتية من الكتابة المصرية التي أصلحتها «الفينيقيون».
الباحثون عن آثار مصر
كانت العلماء منذ مائة سنة جاهلة حقيقة قدماء المصريين، ففي زمن الثورة الفرنسوية المشهورة أتى جيش عرمرم فرنساوي فتح مصر في سنة 1798م، وكان مع هذا الجيش جم غفير من أعظم علماء الفرنساويين، فنبش هؤلاء العلماء المقابر وأخذوا منها جملة أشياء. وفي ذاك الزمن ما كان أحد يعرف رموز «الهيروغليفي» المنقوشة على الأحجار، أو المكتوبة على «البردي»، ولكن في سنة 1821م اهتدى أحد المعلمين الفرنساويين المسمى «شامبيليون» إلى طريقة بها يمكن الوصول إلى حل رموز الكتابة المصرية القديمة.
ومن ذاك الوقت يوجد ب «فرنسا» و«إنكلترا» و«ألمانيا» علماء يمضون جميع أوقاتهم في الدراسة؛ للوقوف على حقيقة مصر وعلى خباياها، وهذه العلماء هم الباحثون عن آثار مصر.
أهمية مصر: إن الأمة المصرية هي التي لها اليد الطولى والفضل الأوفر على الجنس الإنساني؛ إذ قدمت له جميلا ما سبقتها أمة به من قبلها؛ حيث إن المصريين قد عرفوا قبل جميع الأمم الأخر الزراعة، ونسيج الأقمشة والنقش، ومعرفة طرق الحديد ، وطرق سبك المعادن، والكتابة. وجميع هذه الأشياء الضرورية جدا التي لا يستغني عنها الجنس الإنساني ما وجدت من قبلها، بل هي التي أخرجتها من حيز العدم إلى عالم الوجود، وأخذتها الأوروباويون منها وأصبحوا بها أمما متمدنة؛ وبسبب ذلك طارت شهرة مصر إلى السبع الطباق على جميع ممالك الشرق التي كانت متمدنة، وكان موجودا في الشرق في هاتيك الأزمنة ممالك عظيمة؛ مثل: مملكة الآشوريين التي عاصمتها «نينوى»، ومملكة البابليين التي تحتها «بابل»، ومملكة الأعاجم، ولا نتكلم على هذه الممالك؛ حيث إنها ليست على عظيم من التمدن كالمصريين القدماء، وغاية ما سترى في هذا السفر الصغير أن مصر كانت فتحتها الفرس واليونان.
الملخص
أولا:
إن المصريين هم أقدم أمة تمدنا في العالم، وكانوا يعرفون منذ خمسة آلاف سنة تشييد المدن وحرث الأراضي.
Bilinmeyen sayfa