Genel Tarih Özeti
لب التاريخ العام فيما صدر من غابر الأعوام
Türler
سابعا:
إنهم فتحوا بلاد الشرق بدون مشقة وعناء.
ثامنا:
إنهم قهروا الغاليين وأخضعوا بلاد الغرب.
تاسعا:
لما كانت الجيوش خاضعة لقوادها، وأرادت القواد أن تكون حكاما، حصل من ذلك حروب أهلية مكثت زمنا طويلا، وانتهى الحال بأن صار أحد القواد حاكما تحت لقب الإمبراطور في سنة ثمان وعشرين قبل المسيح.
الكلام على المملكة الرومانية وولاياتها
قد عرفنا قبل ذلك أن اليونانيين فتحوا بلادا عديدة خلال ما كانوا تحت حكم الجمهورية، وكذلك إمبراطرة الرومانيين استمروا على فتح البلاد وإخضاع العباد مدة مائة سنة تقريبا، ففتحوا البلاد التي تسمى الآن «إنكلترا، وإسبانيا، وفرنسا، وسويسه، وبافييروا، وأوتريش (أي بلاد النمسا)، وتركيا، وآسيا الصغرى، وسورية»، وفتحوا جميع شمال أفريقيا، وجميع هذه الفتوحات كانت منقسمة إلى ست وأربعين ولاية، وفي كل ولاية كان يرسل وال ليحكم عليها، ويبعث وكيل ليجمع الضريبة، وهاته الولاة كانت مشتغلة بنهب الرعايا عوضا عن أن يعاملوهم بالعدل والإحسان، ولكن لما رأى ذلك الإمبراطرة منهم صاروا يراقبونهم في أعمالهم، وأمروهم بأن يحسنوا الاستعمال معهم، ويعاملوهم بالرفق واللين، فسر من ذلك الرعايا سرورا زائدا، وفضلوا حكم الإمبراطرة على حكم الجمهورية.
الكلام على الاثني عشر قيصرا: كانوا يسمون الإمبراطرة الذين حكموا رومة من سنة ثمان وعشرين قبل المسيح إلى سنة ست وتسعين بعد المسيح قياصرة، وكان عددهم اثني عشر قيصرا، وكان لهذه القياصرة القدرة العامة والسلطة التامة، فكانت الناس تذعن لكل ما يأمرون به، ويشيرون بفعله، حتى إنهم كانوا يقولون: إن الإمبراطور هو «القانون الحي»، وكان بعض هذه القياصرة عادلا منصفا موجها جل عنايته إلى ما يعود بالمنفعة، ويأتي بالخير، ويجلب التقدم والشرف لحكومته، مثل: «أغسطوس فسيازيان» و«تيتوس»، وأغلبهم كان متبعا هوى نفسه مسحوبا بأحبال شهواته، سائرا وراء أغراضه الشخصية، منقادا لأوامر تلذذاته الجسدية، لا يلتفت إلا للدنيا وزخرفها، تاركا مصالح العباد، ومنهم من كان بخيلا ضنينا وجبارا عنيدا ظالما فاجرا، مثل: «تيبير» و«نيرون» و«دوميسيان»، فإنهم كانوا يقتلون كل من لم يعجبهم ويغتصبون أموال الأغنياء، ومنهم من كان يجبر الخلق على عبادته كإله، مثل: «كاتيجلا»، فإنه كان مجنونا، ومنهم من كان لا يكلف نفسه أدنى عناء في الالتفات نحو الأحكام، مثل: «كلودد» و«نيرون»، فإنهما كانا تاركين الحكومة في أيدي عبيدهم وعتقاهم يديرونها كيفما شاءوا، ويوجهون عنانها أينما أرادوا.
ثم خلف هاته القياصرة خمسة إمبراطرة عادلون منصفون، أشهروا الحق، وأوضحوا الطريق المستقيم، وحادوا عن طرق الفسق والعتو والفساد، واتبعوا خطة الرشاد، وسنوا قوانين صادرة عن عدل وإنصاف؛ إذ إنه كان كل قاض يسن قانونا بنفسه؛ ليحكم على مقتضاه، فمنعوا ذلك كلية، وحرروا نواميس عمومية لتحكم بنصها جميع القضاة، وكان قبل حكمهم السيد يقتل عبده إذا أراد، فمنعوا هذا الظلم الجائر والعتو الفظيع، وقد أخذت الأوروباويون بعض قوانين من نواميسهم، أدخلوها في شرائعهم، لم تزل موجودة إلى الآن، وهذه الإمبراطرة الخمسة كانوا صناديد ينزلون إلى الهيجاء بأنفسهم، ويحامون عن رعاياهم بقدم راسخ وقلب ثابت، فإنهم ردوا الأمم البربرية قاطبة الذين كانوا أغاروا على الحدود الرومانية من جهة نهر «الدانوب».
Bilinmeyen sayfa