التدبير أن ... أن نقتل أبانا ونخلص من العنا، قبل أن يبطش بنا، ويوصل إلينا ما يؤذينا، وأنا وأنت نملك جميع البلاد، ونحكم على سائر العباد.
أكسيفار :
دع يا فرناس هذا المقال، ولا تتمسك بأذيال المحال، فمهما كانت طباع والدي ردية، فأنا لا أطاوعك في أمر يوصل إليه أدنى أذية، وهل أنا عديم النخوة بهذا المقدار، حتى تكلفني قتل والدي يا غدار؟ أما هو ينبوع ذاتك وذاتي، والسبب في حياتك وحياتي؟ فأنا لا أتجاسر على فعل ذلك، ولو سقاني والدي كئوس المهالك، ولا أقدم له غير الطاعة والاحترام، مع عدم مخالفة أوامره على الدوام، وأنا أبشرك بأنك لا تسود، ما دمت مصرا على هذا البغي يا جحود.
فرناس :
اعف يا أكسيفار عني، واكتم ما سمعته مني، فقد اعترفت بأوزاري، وارتجعت عن أفكاري، وأعاهدك ألا أخرج بعدها عن طاعة أبي، ولغير مرتضاته لا يكون طلبي، وحيث علمت أمرك وعلمت أمري، فأكتم سرك وتكتم سري، والناجي منا لا يتخلى عن أخيه، إذا أبصر عين الغدر من أبيه.
أكسيفار :
هذا الأمر أعاهدك عليه، وتنجح جميع أفكاري لديه؛ لأنه عين صلاحك وصلاحي، وبه نجاحك ونجاحي.
فرناس :
هيا إذا لملاقاة أبينا، الله يحفظه ويحمينا. (لنفسه)
إن أبقيت عليك أو على أبي، فلا أكون فرناس أيها الغبي.
Bilinmeyen sayfa