ما على مونيم إذا منحتني رضاها، وحصلت على جميع قصدها ومناها، فلولاها ما كابدت هذا العذاب، ولا عانيت هذه الأوصاب. وصار العشق يجول في جوارحي ويصير أكسيفار لديها محبوب، وفرناس شقي ومغضوب، ولأجلها أبي، تعمد عطبي. فما هذا الحرج، ومتى أنال الفرج؟ وأقتل أبي، وأكسيفار الغبي، وأصير ملكا عظيم، ومالكا زمام مونيم، الله إلام أخاطب ذاتي، وأنا مضيع لأوقاتي؟ وحتام هذا الذل، والتمنطق بهذا الفعل؟ وعلى أي شيء أتحمل هذه المكابدة، وما كنت أحصل على فائدة؟ فلا بد ما أدبر أمور، أحصل بها على الحبور، أو أصير حديثا منسيا، فإما الثرى وإما الثريا.
أكسيفار :
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها
فالصبر يفتح منها كل ما ارتدجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
آه كيف أغراني أبي بنكره، وخادعني بتمويهه ومكره، حتى اطلع على سري، وفهم حقيقة أمري، وأوقعني في الشدائد، والمصائب والمكائد، وقد أظهر لي علامات الصلاح، وأوضح لي سبل النجاح، وقال لي: إني بلغت سن اللغوب، وأنحلتني الكروب والخطوب، وقد أزمعت أن أرقيك، على التخت الملوكاني دون أخيك، وأزوجك بمونيم، وأجعلك ملكا عظيم. فرقاني حالا إلى الحبس، وجعل قريني النحس، ما أيمنها من عبارة، وما أحسنها من زهارة، يا ترى أين مونيم الآن؟ وما فعل بها والدي الخوان؟ هل عيوني تراها، أو أقضي شهيد هواها؟ آه واعنائي! وشدتي وطول بلائي! من ظلم أبي، ولواعج كربي، وجور طوالع الهوى، التي أذاقتني علقم الجوى، وصيرتني محزونا، وأسيرا مسجونا.
لولا الهوى ما نابني
ضيم ولا ذقت العذاب
كلا ولا أبصرت سج
Bilinmeyen sayfa