ويذبحونهم كهدايا الحرم، ركب الأولياء أكتافهم، وعيون المنايا ترصدهم، وأيدي الحتوف تحصدهم، أمر فلان بأن يبعد في آثارهم فيهينهم، ويجد في طلبهم فلا يرفههم، لتعجلهم صدمته من التواصل إلى الاستراثة، والتمكن من الاستحاشة، هاموا على وجوههم والطلب من ورائهم على احتشاد، وما أعد الله لأمثالهم بمرصاد.
ذكر الغنائم
غنموا أموالهم التي لم يؤدوا منها حقا معلوما، ولم يغنوا بها سائلا محروما، وما غنموا ذلك الحطام، المجموع من الحرام المثمر من الآثام، المقتطع من فيء الإسلام، قد صارت أموال الأعداء غنائم للأولياء لا تحصى كثرة، وعادت على الفاسقين مظالم وحسرة.
جلالة شأن الفتح وعظم موقعه وحسن إنشاده
كتابي والدنيا مشرقة بالفتح الذي تفتحت له عيون الزمان، وأشرق بأنواره الخافقان، كتابي والزمان ضاحك الثغر متظاهر البشر ، والخلائق بين فرائض الحمد، ولوازم الشكر، للفتح الذي تفتحت له أبواب الشرف والمجد، وتفتقت أنوار الملك والعدل، كتبت والأرض ريا ضاحكة، والدنيا خضراء ناضرة، والبلدان ملأى تهاني وبشارات، والأولياء شورى بين أفراح ومسرات، للفتح الذي نطقت به ألسنة الشكر، وارتاحت له أندية الفضل، كتابه يخبر الفتح الذي أرى الضياء في مطالع الملة، والصفاء في مشارع الأمة، واستغرق حظوظ الشرف والمجد، واستوعب شروط الشكر والحمد، وقد جل هذا الفتح عن تطلب نعوته بتصرف الأحوال، وتفخيم شؤونه بضرب الأمثال، للفتح الذي أصبح الإسلام به متسع النطاق والعدل، ممدود الرواق، والسلطان ساطع الإشراق، محروسا من عدوه المراق، ونزغة الشقاق، للفتح المبسوط بين المشرقين شعاعه، الممدود على الخافقين شراعه، أهني مولانا عن فتح الأرض وكريمة الملك ويتيمة الدهر، وواسطة العقد، للفتح الذي تجاوز الآمال والهمم، وكشف الغموم
Sayfa 38