210

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

Yayıncı

دار عمار للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Yayın Yeri

عمان - الأردن

Türler

والإسناد إلى ضمير الجمع هنا له دلالة إضافة إلى التعظيم الذي يفيده ضمير الجمع ذلك أن القارئ هو جبريل، وليس الله.
جاء في (التفسير الكبير) في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ﴾ "جعل قراءة جبريل ﵇ قراءته ... ونظيره في حق محمد ﵊ ﴿مَّنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله﴾ [النساء: ٨٠] . وجاء في (البحر المحيط): "فإذا قرأناه، أي: الملَك المُبلِّغ عنا".
وكذلك المبيِّن في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ فالذي يبيّن للرسول ويوضح هو الملَك، فهو يقرأ بأمر الله ويبيّن بأمر الله فالأمر مشترك. الله يأمر والملك يبلّغ، ولذا عبر بأسلوب الجمع، والله أعلم، وأظن أن الفرق واضح بين قوله: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ﴾ والقول: (فإذا قرأتُه فاتّبع قرآنه) .
والقول في التقديم في ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ هو هو في الآية قبلها. فإن تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص أيضًا ذلك أن تبيين ما أشكل منه مختص به تعالى.
وقال بعد ذلك: ﴿كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة * وَتَذَرُونَ الآخرة﴾ .
والعاجلة يُؤثِرها بنو آدم على وجه العموم، ويقدمونها على الآخرة. وارتباطها بما قبلها وهو قوله تعالى: ﴿لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ ظاهر. فكلتاهما في العجلة وإيثارها، فالرسول ﷺ كان ينازع جبريل القراءة ولا يصبر حتى يتمها ليأخذه على عجل، والناس على وجه العموم يؤثرون

1 / 214