Müslümanlar Neden Geri Kaldı? Neden Başkaları İlerledi?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Türler
أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين وسائر الشرقيين ويخرجهم عن جميع مقوماتهم ومشخصاتهم، ويحملهم على إنكار ماضيهم، ويجعلهم أشبه بالجزء الكيماوي الذي يدخل في تركيب جسم آخر كان بعيدا فيذوب فيه ويفقد هويته، وهذا الميل في النفس إلى إنكار الإنسان لماضيه واعترافه بأن آباءه كانوا سافلين، وأنه هو يريد أن يبرأ منهم لا يصدر إلا عن الفسل الخسيس، الوضيع النفس، أو عن الذي يشعر أنه في وسط قومه دنيء الأصل، فيسعى هو في إنكار أصل أمته بأسرها؛ لأنه يعلم نفسه منها بمكان خسيس ليس له نصيب من تلك الأصالة، وهو مخالف لسنن الكون الطبيعية التي جعلت في كل أمة ميلا طبيعيا للاحتفاظ بمقوماتها ومشخصاتها؛ من لغة وعقيدة وعادة وطعام وشراب وسكنى وغير ذلك إلا ما ثبت ضرره.
14
محافظة الشعوب الإفرنجية على قوميتها
فلننظر إلى أوروبة - لأنها هي اليوم المثل الأعلى في ذلك - فنجد كل أمة فيها تأبى أن تندمج في أمة أخرى، فالإنكليز يريدون أن يبقوا إنكليزا، والإفرنسيس يريدون أن يبقوا إفرنسيسا، والألمان لا يريدون أن يكونوا إلا ألمانا، والطليان لا يرضون أن يكونوا إلا طليانا، والروس قصارى همهم أن يكونوا روسا، وهلم جرا.
ومما يزيد هذا المثال تأثيرا في النفس أن الأيرلنديين مثلا أمة صغيرة مجاورة للإنكليز، وقد بذل هؤلاء جميع ما يتصوره العقل من الجهود ليدمجوهم في سواهم مدة تزيد عن سبع مئة سنة، فأبوا أن يصيروا إنكليزا ولبثوا أيرلنديين بلسانهم وعقيدتهم وأذواقهم وعاداتهم.
وفي فرنسة نفسها تأبى أمة «البريتون» إلا أن تحافظ على أصلها، وفي جنوبي فرنسة جيل يقال لهم «الباشكنس» احتفظوا بقوميتهم تجاه القوط، ثم تجاه العرب، ثم تجاه الإسبان، ثم تجاه الفرنسيس، وجميعهم مليون نسمة، وهم لا يزالون على لغتهم وزيهم وعاداتهم وجميع أوضاعهم.
والفلمنك يأبون أن يجعلوا اللغة الإفرنسية لغتهم والثقافة الإفرنسية ثقافتهم، ولم يزالوا يصيحون في بلجيكا حتى اضطرت دولة بلجيكا إلى الاعتراف بلغتهم لغة رسمية.
وفي سويسرة ثلاثة أقسام: القسم الألماني وهو مليونان وثمان مئة ألف، والقسم المتكلم بالطليانية وهو أكثر قليلا من مئتي ألف، والقسم المتكلم باللغة الفرنسية، وكل قسم منها يحافظ على لغته وقوانينه ومنازعه مع أنهم كلهم متحدون في مصالحهم السياسية وهم يعيشون في مملكة واحدة.
وإن الدانمرك وبلاد الإسكنديناف وهولاندة فروع من الشجرة الألمانية لا مراء في ذلك، لكنهم لا يريدون الاندماج في الألمان ولا العدول عن قومياتهم، وبقي «التشيك» مئتين من السنين تحت حكم الألمان وبقوا تشيكا، واستأنفوا بعد الحرب العامة استقلالهم السياسي، بعد أن حفظوا لسانهم واستقلالهم الجنسي مدة خمسة قرون.
وقد هذب الألمان أمة المجر وعلموهم ورقوهم، ولكنهم لم يتمكنوا من إدماجهم في الألمانية، فتجدهم أحرص الأمم على لغتهم المغولية الأصلية، وعلى قوميتهم المجرية.
Bilinmeyen sayfa