Light of the Sunnah and Darkness of Innovation in the Light of the Quran and Sunnah
نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
رسائل سعيد بن علي بن وهف القحطاني
نور السنة
في ضوء الكتاب والسُّنَّة
تأليف الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Bilinmeyen sayfa
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في «نور السنة وظلمات البدعة» بيّنت فيها: مفهوم السنة، وأسماء أهل السنة، وأن السنة هي النعمة المطلقة، وأوضحت منزلة السنة، ومنزلة أصحابها، وعلاماتهم، وذكرت منزلة البدعة وأصحابها، ومفهومها، وشروط قبول العمل، وذم البدعة في الدين، وأسباب البدع، وأقسامها، وأحكامها، وأنواع البدع عند القبور وغيرها، والبدع المنتشرة المعاصرة، وحكم توبة المبتدع، وآثار البدع وأضرارها.
ولا شك أن السنة هي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد
وهداه، والسنة تقوم بأهلها وإن قعدت بهم أعمالهم، ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ﴾ (١). قال ابن عباس ﵄: «تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق» (٢)، وصاحب السنة حي
_________
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٦.
(٢) ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٣٩.
1 / 3
القلب، مستنير القلب، قد انقاد لأمر الله واتبع رسول الله ﷺ ظاهرًا وباطنًا.
أما صاحب البدعة فهو ميت القلب، مظلمه، والظلمة مستولية على أصحاب البدع: فقلوبهم مظلمة، وأحوالهم كلها مظلمة، فمن أراد الله به السعادة أخرجه من هذه الظلمات إلى نور السنة (١).
وقد قسمت هذا البحث إلى مبحثين، وتحت كل مبحث مطالب على النحو الآتي:
المبحث الأول: نور السنة:
المطلب الأول: مفهوم السنة.
المطلب الثاني: أسماء أهل السنة.
المطلب الثالث: السنة نعمة مطلقة.
المطلب الرابع: منزلة السنة.
المطلب الخامس: منزلة صاحب السنة وصاحب البدعة.
المبحث الثاني: ظلمات البدعة:
المطلب الأول: مفهوم البدعة.
المطلب الثاني: شروط قبول العمل.
المطلب الثالث: ذم البدعة في الدين.
المطلب الرابع: أسباب البدع.
المطلب الخامس: أقسام البدع.
المطلب السادس: حكم البدعة في الدين وأنواعها.
_________
(١) انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٣٨ - ٤١.
1 / 4
المطلب السابع: أنواع البدع عند القبور.
المطلب الثامن: البدع المنتشرة المعاصرة.
المطلب التاسع: توبة المبتدع.
المطلب العاشر: آثار البدع وأضرارها.
والله ﷿ أسأل أن يجعل هذا العمل مباركًا خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا لي في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه، فإنه خير مسؤول وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه نبينا محمد وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر في ليلة الأربعاء، الموافق ١٧/ ١٠/١٤١٩هـ
1 / 5
المبحث الأول: نور السنة
المطلب الأول: مفهومها
السنة لها أهل، ولهم عقيدة، واجتماع على الحق، فمن المناسب أن أذكر التعريف لهذه الكلمات الثلاث: «عقيدة أهل السنة والجماعة».
أولًا: مفهوم العقيدة لغةً واصطلاحًا:
العقيدة لغةً: كلمة «عقيدة» مأخوذة من العقد والربط، والشدّ بقوة، ومنه الإحكام والإبرام، والتماسك والمراصّة، يقال: عقد الحبل يعقده: شدّه، ويقال: عقد العهدَ والبيع: شدّه، وعقد الإزارَ: شدّه بإحكام، والعقد: ضدّ الحل (١).
مفهوم العقيدة اصطلاحًا: العقيدة تطلق على الإيمان الجازم، والحكم القاطع الذي لا يتطرّق إليه شكٌّ، وهي ما يُؤمن به الإنسانُ، ويعقد عليه قلبه وضميره، ويتخذه مذهبًا ودينًا يدين به؛ فإن كان هذا الإيمان الجازم، والحكم القاطع صحيحًا كانت العقيدة صحيحةً كاعتقاد أهل السنة والجماعة، وإن كان باطلًا كانت العقيدة باطلةً كاعتقاد فرق الضلالة (٢).
ثانيًا: مفهوم أهل السنة:
السنة في اللغة: الطريقة والسيرة، حسنة كانت أم قبيحة (٣).
_________
(١) انظر: لسان العرب لابن منظور، باب الدال، فصل العين،٣/ ٢٩٦،والقاموس المحيط للفيروز آبادي، باب الدال، فصل العين، ص٣٨٣،ومعجم المقاييس في اللغة لابن فارس، كتاب العين، ص ٦٧٩.
(٢) انظر: مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة، للشيخ الدكتور ناصر العقل ص ٩ - ١٠.
(٣) لسان العرب، لابن منظور، باب النون، فصل السين، ١٣/ ٢٢٥.
1 / 6
والسنة في اصطلاح علماء العقيدة الإسلامية: الهدي الذي كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه: علمًا واعتقادًا، وقولًا، وعملًا، وهي السنة التي يجب اتباعها ويُحمد أهلُها، ويُذمُّ من خَالَفها؛ ولهذا قيل: فلان من أهل السنة: أي من أهل الطريقة الصحيحة المستقيمة المحمودة (١).
قال الحافظ ابن رجب ﵀: «والسنة هي الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه ﷺ هو وخلفاؤه الراشدون: من الاعتقادات، والأعمال، والأقوال، وهذه هي السُّنة الكاملة» (٢).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه؛ بأنه طاعة لله ورسوله، سواء فعله رسول الله ﷺ، أو فُعِل في زمانه، أو لم يفعله ولم يفعل على زمانه، لعدم المقتضى حينئذٍ لفعله، أو وجود المانع منه» (٣)، وبهذا المعنى تكون السنة: «اتّباع آثار رسول الله ﷺ، باطنًا وظاهرًا، واتّباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار» (٤).
ثالثًا: مفهوم الجماعة:
الجماعة في اللغة: مأخوذة من مادة جمع، وهي تدور حول الجمع والإجماع والاجتماع، وهو ضدّ التفرق، قال ابن فارس ﵀: «الجيم والميم والعين أصل واحد يدل على تضامّ الشيء، يقال: جمعت الشيء جمعًا» (٥).
_________
(١) انظر: مباحث في عقيدة أهل السنة، للدكتور ناصر العقل، ص١٣.
(٢) جامع العلوم والحكم، ١/ ١٢٠.
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية، ٢١/ ٣١٧.
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية، ٣/ ١٥٧.
(٥) معجم المقاييس في اللغة، لابن فارس، كتاب الجيم، باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف والمطابق أوله جيم، ص ٢٢٤.
1 / 7
والجماعة في اصطلاح علماء العقيدة الإسلامية: هم سلف الأمة: من الصحابة، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الذين اجتمعوا على الحق الصريح من الكتاب والسنة (١).
وقال عبد الله بن مسعود ﵁: «الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك»، قال نُعيم بن حمّاد: «يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة، قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذٍ» (٢).
المطلب الثاني: أسماء أهل السُّنَّةِ وصِفَاتِهم:
١ - أهل السنة والجماعة: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، وهم المتمسكون بسنة النبي ﷺ وهم الصحابة، والتابعون، وأئمة الهدى المُتَّبِعون لَهُم، وهم الذين استقاموا على الاتِّباع وابتعدوا عن الابتداع في أي مكان وفي أي زمان، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة (٣)، وسُمُّوا بذلك لانتسابهم لسنة النبي ﷺ، واجتماعهم على الأخذ بها: ظاهرًا وباطنًا، في القول، والعمل، والاعتقاد (٤). فعن عوف بن مالك
_________
(١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز، ص٦٨، وشرح العقيدة الواسطية لابن تيمية، تأليف العلامة محمد خليل هراس، ص٦١.
(٢) ذكره الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان، ١/ ٧٠، وعزاه إلى البيهقي.
(٣) انظر: مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة، للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، ص ١٣ - ١٤.
(٤) انظر: فتح رب البرية بتخليص الحموية، للعلامة محمد بن عثيمين ﵀، ص ١٠، وشرح العقيدة الواسطية، للعلامة صالح بن فوزان الفوزان، ص ١٠.
1 / 8
﵁ قال قال رسول الله ﷺ: «افترقت اليهودُ على إحدى وسبعين فرقةً، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين فرقة في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفسُ محمدٍ بيده لَتَفْتَرِقَنَّ أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة، واحدةٌ في الجنة، واثنتان وسبعون في النار»، قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: «الجماعة» (١)، وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن عمرو: قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» (٢).
٢ - الفرقة الناجية: أي الناجية من النار؛ لأن النبي ﷺ استثناها عندما ذكر الفرق، وقال: «كلها في النار إلا واحدة» أي ليست في النار (٣).
٣ - الطائفة المنصورة: فعن معاوية ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تزال طائفةٌ من أمتي قائمةٌ بأمر الله لا يضرُّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» (٤)، وعن المغيرة بن شعبة ﵁ نحوه (٥)، وعن ثوبان ﵁ قال قال رسول الله ﷺ: «لا تزال
_________
(١) أخرجه ابن ماجه بلفظه، في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، ٢/ ٣٢١، برقم ٣٩٩٢، وأبو داود، كتاب السنة، باب شرح السنة، ٤/ ١٩٧، برقم ٤٥٩٦، وابن أبي عاصم، في كتاب السنة، ١/ ٣٢، برقم ٦٣، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ٢/ ٣٦٤.
(٢) سنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، ٥/ ٢٦، برقم ٢٦٤١.
(٣) انظر: من أصول أهل السنة والجماعة، للعلامة صالح بن فوزان الفوزان، ص ١١.
(٤) متفق عليه: البخاري، كتاب المناقب، بابٌ: حدثنا محمد بن المثنى، ٤/ ٢٢٥، برقم ٣٦٤١، ومسلم بلفظه، في كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» ٢/ ١٥٢٤، برقم ١٠٣٧.
(٥) متفق عليه: البخاري، كتاب المناقب، بابٌ: حدثنا محمد بن المثنى، ٤/ ٢٢٥، برقم ٣٦٤٠، ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» ٢/ ١٥٢٣، برقم ١٩٢١.
1 / 9
طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (١)، وعن جابر بن عبد الله ﵄ نحوه (٢).
٤ - المعتصمون المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ ولهذا قال فيهم النبي ﷺ: «ما أنا عليه وأصحابي» (٣)، أي هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.
٥ - هم القدوة الصالحة الذين يهدون إلى الحق وبه يعملون، قال أيوب السختياني ﵀: «إن من سعادة الحدَث (٤)، والأعجمي أن يوفقهما الله لعالِمٍ من أهل السنة» (٥)، وقال الفضيل بن عياض ﵀: «إن لله عبادًا يُحيي بِهمُ البلادَ، وهم أصحاب السنة، ومن كان يعقل ما يَدخُلُ جَوفَهُ من حلّه كان من حزب الله» (٦).
_________
(١) صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب قوله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» ٢/ ١٥٢٣، برقم ١٩٢٠.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإمارة باب قوله ﷺ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم»، ٢/ ١٥٢٣، برقم ١٩٢٣.
(٣) سنن الترمذي، برقم ٢٦٤١، وتقدم تخريجه.
(٤) الحَدَث: الشاب. النهاية في غريب الحديث والأثر، باب الحاء مع الدال، مادة: «حدث»،١/ ٣٥١.
(٥) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ٦٦، برقم ٣٠.
(٦) المرجع السابق، ١/ ٧٢، برقم ٥١.
1 / 10
٦ - أهل السنة خيار الناس ينهون عن البدع وأهلها، قيل لأبي بكر بن عياش مَنِ السُّنّي؟ قال: «الذي إذا ذُكِرَتِ الأهواء لم يتعصبْ إلى شيءٍ منها» (١). وذكر ابن تيمية ﵀: أن أهل السنة هم خيار الأمة، ووسطها الذين على الصراط المستقيم: طريق الحق والاعتدال (٢).
٧ - أهل السنة هم الغرباء إذا فسد الناس: فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء» (٣)، وفي رواية عند الإمام أحمد ﵀ عن عبد الله بن مسعود ﵁، قيل: ومن الغرباء؟ قال: «النُّزَّاع (٤) من القبائل» (٥)، وفي رواية عند الإمام أحمد ﵀ عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: «أناس صالحون في أناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» (٦)، وفي رواية من طريق آخر: «الذين يصلحون إذا فسد الناس» (٧)، فأهل السنة الغرباء بين جموع أصحاب البدع والأهواء والفرق.
_________
(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ٧٢، برقم ٥٣.
(٢) انظر: فتاوى ابن تيمية، ٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩.
(٣) مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، ١/ ١٣٠، برقم ١٤٥.
(٤) هو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته: أي بَعُدَ وغاب، والمعنى طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى. النهاية لابن الأثير، ٥/ ٤١.
(٥) المسند، ١/ ٣٩٨.
(٦) المسند، ٢/ ١٧٧، و٢٢٢.
(٧) مسند الإمام أحمد، ٤/ ١٧٣.
1 / 11
٨ - أهل السنة هم الذين يحملون العلم:
أهل السنة هم الذين يحملون العلم، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ ولهذا قال ابن سيرين ﵀: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فَيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤخَذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يُؤخَذ حديثهم» (١).
٩ - أهل السنة هم الذين يحزنُ الناسُ لفراقهم:
قال أيوب السختياني ﵀: «إني أُخْبَرُ بموت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي» (٢)، وقال: «إن الذين يتمنون موتَ أهل السُّنَّةِ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتِمّ نوره ولو كره الكافرون» (٣).
المطلب الثالث: السنة نعمةٌ مطلقة
النعمة نعمتان: نعمة مطلقة، ونعمة مقيدة:
أولًا: النعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي: نعمة الإسلام، والسنة؛ فإن سعادة الدنيا والآخرة، مبنية على أركان ثلاثة: الإسلام، والسنة، والعافية في الدنيا والآخرة. ونعمة الإسلام والسنة هي النعمة التي أمرنا الله ﷿ أن نسأله في صلاتنا أن يهدينا صراط أهلها، ومن
_________
(١) مسلم، في المقدمة، باب الإسناد من الدين، ١/ ١٥.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ٦٦، برقم ٢٩.
(٣) المرجع السابق، ١/ ٦٨، برقم ٣٥.
1 / 12
خصهم بها، وجعلهم أهل الرفيق الأعلى حيث يقول تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (١).
فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة، وأصحابها المعنيون بقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ (٢)، فكان الكمال في جانب الدين، والتمام في جانب النعمة، قال عمر بن عبد العزيز ﵀: «إن للإيمان حدودًا، وفرائض، وسننًا، وشرائع، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان» (٣).
ودين الله هو شرعه المتضمِّن لأمره ونهيه، ومحابّه، والمقصود أن النعمة المطلقة هي التي اختُصَّت بالمؤمنين، وهي نعمة الإسلام والسنة، وهذه النعمة هي التي يُفرح بها في الحقيقة، والفرح بها مما يحبه الله ويرضاه، قال ﷾: ﴿قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (٤)، وقد دارت أقوال السلف على أن فضل الله ورحمته: «الإسلام والسنة، وعلى حسب حياة القلب يكون فرحه بهما، وكلما كان أرسخ فيهما كان قلبه أشدَّ فرحًا، حتى أن القلب ليرقص فرحًا إذا باشر روح السنة أحزن ما يكون الناس وهو ممتلىء أمنًا أخوف ما يكون الناس» (٥).
_________
(١) سورة النساء، الآية: ٦٩.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٣.
(٣) البخاري معلقًا، في كتاب الإيمان، باب قول النبي ﷺ: «بني الإسلام على خمس»، ١/ ٩.
(٤) سورة يونس، الآية: ٥٨.
(٥) مقتبس من كلام الإمام ابن القيم في كتابه: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٣٣ - ٣٦، و٣٨.
1 / 13
ثانيًا: النعمة المقيدة: كنعمة الصحة، والغنى، وعافية الجسد، وبسط الجاه، وكثرة الولد، والزوجة الحسنة، وأمثال هذا، فهذه النعمة مشتركة بين البر والفاجر، والمؤمن والكافر؛ وإذا قيل: لله على الكافر نعمة بهذا الاعتبار فهو حق، والنعمة المقيدة تكون استدراجًا للكافر والفاجر، ومآلها إلى العذاب والشقاء لمن لم يُرزق النعمة المطلقة (١).
المطلب الرابع: منزلة السنة
السنة: حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين، وبابه الأعظم الذي من دخله كان إليه من الواصلين، وهي تقوم بأهلها وإن قعدت بهم أعمالهم، ويسعى نورها بين أيديهم إذا طفئت لأهل البدع والنفاق أنوارهم، وأهل السنة هم المبيَّضة وجوههم إذا اسودَّت وجوه أهل البدعة، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ (٢)، قال ابن عباس ﵄: «تبيَضُّ وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسودُّ وجوه أهل البدعة والتفرُّق» (٣).
والسنة هي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد وهداه وفوزه، قال الله جل وعلا: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي
_________
(١) مقتبس من كلام الإمام ابن القيم في كتابه: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٣٦.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٦.
(٣) ذكره ابن القيم، في اجتماع الجيوش، ٢/ ٣٩، وابن كثير في تفسيره، ١/ ٣٦٩، وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير، ٧/ ٩٣.
1 / 14
النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (١)، والله الموفق (٢).
المطلب الخامس: منزلة صاحب السنة وصاحب البدعة
أولًا: منزلة صاحب السنة:
صاحب السنة حيُّ القلب، مستنير القلب، وقد ذكر الله ﷿ الحياة والنور في كتابه في غير موضع، وجعلهما صفة أهل الإيمان؛ فإن القلب الحي المستنير: هو الذي عقل عن الله، وأذعن، وفهم عنه، وانقاد لتوحيده، ومتابعة ما بعث به رسول الله ﷺ.
وقد كان النبي ﷺ يسأل الله تعالى أن يجعل له نورًا: في قلبه، وسمعه، وبصره، ولسانه، ومن فوقه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه ومن أمامه، وأن يجعل له نورًا، وأن يجعل ذاته نورًا، وفي بشره، ولحمه، وعظمه، ولحمه، ودمه، فطلب ﷺ النور لذاته، ولأبعاضه، ولحواسه الظاهرة والباطنة، ولجهاته الست، والمؤمن مدخله نور، ومخرجه نور، وقوله نور، وعمله نور، وهذا النور بحسب قوته وضعفه يظهر لصاحبه يوم القيامة، فيسعى بين يديه، و[عن] يمينه، فمن الناس من يكون نوره: كالشمس، وآخر كالنجم، وآخر كالنخلة الطويلة، وآخر كالرجل القائم، وآخر دون ذلك، حتى أن منهم من يُعطى نورًا على رأس إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ أخرى، كما كان نور إيمانه
_________
(١) سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.
(٢) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم، ٢/ ٣٨.
1 / 15
ومتابعته في الدنيا كذلك، فهو هذا بعينه يظهر هناك للحسّ، والعيان (١).
ثانيًا: علامات أهل السنة كثيرة، يدركها العقلاء من البشر، ومن أهمّ تلك العلامات:
١ - الاعتصام بالكتاب والسنة، والعضّ على ذلك بالنواجذ
٢ - التحاكم إلى الكتاب والسنة في الأصول والفروع
٣ - حبهم لأهل السنة والمتمسّكين بها، وبُغضهم لأهل البدع
٤ - لا يستوحشون من قلّة السالكين؛ لأن الحق ضالة المؤمن، يأخذ به ولو خالفه الناس.
٥ - الصدق في الأقوال والأفعال، بالتطبيق الصحيح لهدي الكتاب والسنة
٦ - التأسّي برسول الله ﷺ الذي كان خلقه القرآن (٢).
ثالثًا: منزلة صاحب البدعة:
صاحب البدعة ميت القلب، مظلمه، وقد جعل الله الموت والظلمة صفة من خرج عن الإيمان، والقلب الميت المظلم الذي لم يعقل عن الله، ولا انقاد لما بُعث به رسول الله ﷺ؛ ولهذا وصف الله ﷾ هذا الضرب من الناس بأنهم أموات غير أحياء، وبأنهم في الظلمات لا يخرجون منها؛ ولهذا كانت الظلمة مستولية عليهم في جميع حياتهم، فقلوبهم مظلمة
_________
(١) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم، ٢/ ٣٨ - ٤١ بتصرف.
(٢) انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، ص ١٤٧، وتنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من الأخطار، للدكتور صالح بن سعد السحيمي، ص ٢٦٤.
1 / 16
ترى الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، وأعمالهم مظلمة، وأقوالهم مظلمة، وأحوالهم كلها مظلمة، وقبورهم ممتلئة عليهم ظلمة، وإذا قسمت الأنوار يوم القيامة دون الجسر للعبور عليه بقوا في الظلمات، ومدخلهم في النار مظلم، وهذه الظلمة، التي خلق فيها الخلق أولًا، فمن أراد الله ﷾ به السعادة أخرجه منها إلى النور، ومن أراد به الشقاوة تركه فيها (١).
_________
(١) اجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، ٢/ ٣٩ - ٤٠ بتصرف.
1 / 17
المبحث الثاني: ظلمات البدعة
المطلب الأول: مفهومها
البدعة: لغة: الحدث في الدين بعد الإكمال، أو ما استحدث بعد النبي ﷺ من الأهواء والأعمال (١)، ويقال: «ابتدعتُ الشيء، قولًا أو فعلًا إذا ابتدأته عن غير مثال سابق» (٢)، وأصل مادة «بدع» للاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (٣)، أي: مخترعهما من غير مثال سابق متقدم (٤).
والبدعة في الاصطلاح الشرعي لها عدة تعريفات عند العلماء ويكمِّل بعضها بعضًا، منها:
١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «البدعة في الدين: هي ما لم يشرعْه الله ورسوله ﷺ: وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب، ولا استحباب» (٥).
«والبدعة نوعان: نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمَّن الأوّل، كما أن الأوّل يدعو إلى
_________
(١) القاموس المحيط، باب العين، فصل الدال، ص ٩٠٦، ولسان العرب، ٨/ ٦، وفتاوى ابن تيمية، ٣٥/ ٤١٤.
(٢) معجم المقاييس في اللغة لابن فارس، ص ١١٩.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١١٧، وسورة الأنعام، الآية: ١٠١.
(٤) الاعتصام للشاطبي،١/ ٤٩،وانظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، مادة «بدع»، ص ١١١.
(٥) فتاوى ابن تيمية، ٤/ ١٠٧ - ١٠٨.
1 / 18
الثاني» (١). «وكان الذي بنى عليه أحمد وغيره مذاهبهم: أن الأعمال عبادات وعادات»، فالأصل في العبادات أنه لا يُشرع منها إلا ما شرعه الله، والأصل في العادات أنه لا يحظر منها إلا ما حظر الله» (٢).
وقال أيضًا: «والبدعة ما خالف الكتاب والسنة، أو إجماع سلف الأمة: من الاعتقادات، والعبادات: كأقوال الخوارج، والروافض، والقدرية، والجهمية، وكالذين يتعبّدون بالرقص والغناء في المساجد، والذين يتعبّدون بحلق اللحى، وأكل الحشيشة، وأنواع ذلك من البدع التي يتعبّد بها طوائف من المخالفين للكتاب والسنة، والله أعلم» (٣).
٢ - قال الشاطبي رحمه الله تعالى: «البدعة: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي (٤) الشرعيَّة، يُقصدُ بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه».
وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصُّها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العاديّة في معنى البدعة، فيقول «البدعة: طريقة في الدِّين مخترعةٌ، تضاهي الشّرعيّة، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية» (٥).
ثم قرّر رحمه الله تعالى على تعريفه الثاني أن العادات من حيث هي
_________
(١) المرجع السابق، ٢٢/ ٣٠٦.
(٢) المرجع السابق، ٤/ ١٩٦.
(٣) فتاوى ابن تيمية، ١٨/ ٣٤٦، وانظر: ٣٥/ ٤١٤ من المرجع نفسه.
(٤) تضاهي: يعني أنها تشبه الطريقة الشرعية من غير أن تكون الحقيقة كذلك بل هي مضادة لها. انظر: الاعتصام للشاطبي، ١/ ٥٣.
(٥) الاعتصام، ١/ ٥٠ - ٥٦.
1 / 19
عادية لا بدعة فيها، ومن حيث يتعبّد بها، أو تُوضع وضع التّعبُّد تدخلها البدعة، فحصل بذلك أنه جمع بين التعريفين، ومثل للأمور العادية التي لابدّ فيها من التعبُّد: بالبيع، والشراء، والنكاح، والطلاق، والإيجارات، والجنايات ... لأنها مقيّدة بأمور وشروط وضوابط شرعية لا خيرة للمكلَّف فيها (١).
٣ - وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى (٢): «والمراد بالبدعة ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدلُّ عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعةً لغةً، فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدِّين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة.
أما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر ﵁ لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك قال: «نعمة البدعة هذه» (٣) ... ومراده ﵁ أن هذا الفعل لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت، ولكن له أصول من الشريعة يرجع إليها.
فمنها: أن النبي ﷺ كان يحث على قيام رمضان، ويرغِّب فيه، وكان
_________
(١) المرجع السابق، ٢/ ٥٦٨، ٥٦٩، ٥٧٠، ٥٩٤.
(٢) جامع العلوم والحكم، ٢/ ١٢٧ - ١٢٨ بتصرف يسير جدًا.
(٣) انظر: صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان،٢/ ٣٠٨،برقم ٢٠١٠.
1 / 20
الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحدانًا، وهو ﷺ صلى بأصحابه في رمضان غير ليلة، ثم امتنع من ذلك مُعلِّلًا، بأنه خشي أن يُكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به، وهذا قد أُمن بعده ﷺ (١).
ومنها: «أنه ﷺ أمر باتّباع سنة خلفائه الراشدين، وهذا قد صار من سنة خلفائه الراشدين» (٢).
والبدعة بدعتان: بدعة مكفِّرة تُخرج عن الإسلام، وبدعة مُفَسِّقة لا تُخرج عن الإسلام (٣).
المطلب الثاني: شروط قبول العمل
لا يقبل أي عمل مما يُتقرّب به إلى الله ﷿ إلا بشرطين:
الشرط الأول: إخلاص العمل لله وحده لا شريك له، لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى» (٤).
الشرط الثاني: المتابعة للرسول ﷺ؛ لقول النبي ﷺ: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردّ» (٥).
_________
(١) انظر: صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان،٢/ ٣٠٩،برقم ٢٠١٢.
(٢) جامع العلوم والحكم، ٢/ ١٢٩.
(٣) انظر: الاعتصام للشاطبي، ٢/ ٥١٦.
(٤) متفق عليه: البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، ١/ ٩، برقم ١،ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»،٢/ ١٥١٥،برقم ١٩٠٧.
(٥) مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور، ٣/ ١٣٤٤، برقم ١٧١٨، ولفظ البخاري، ومسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، البخاري، برقم ٢٦٩٧، ومسلم، برقم ١٧١٨.
1 / 21