Light and Darkness in the Light of the Book and the Sunnah
النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
لمعناها، وابتهالهم إلى الله، ورجوعهم إليه في جميع أمورهم، ولِمَا حصل فيها من إجابة دعواتهم، بعد أن علموها، فخفَّف عنهم، وغفر لهم، ونُصِروا، وفيها غير ذلك مما يطول تتبُّعه» (١).
٤ - وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله ﷿ ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم» (٢).
قال الطيبي ﵀: «أما قوله ﷺ: «إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً» إلى آخره، فكالأسلوب الحكيم، يعني ليس النظر في الصلاة على الميت إلى حقارته ورفعة شأنه، بل هي بمنزلة الشفاعة له، لينوَّر قبره ...» (٣).
٥ - وعن أمِّ سلمة ﵂ في دعاء النبي ﷺ لأبي سلمة عند إغماضه: «اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه» (٤)، وهذا دعاء عظيم لأبي سلمة، فإن النبي ﷺ دعا له برفع الدرجة: أي: ارفع درجته واجعله في زمرة الذين هديتهم للإسلام، وكن الخليفة على من يتركه من عقبه: كأهله وأولاده، فاحفظ أمورهم ومصالحهم، ولا تكِلْهم إلى غيرك؛ فإنهم عقبة: أي الذين تأخروا عنه، ويعني بالغابرين: الباقين، كما قال الله ﷿: ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ
_________
(١) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٢/ ٤٣٤.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، ٢/ ٦٥٩، برقم ٩٥٦.
(٣) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، ٤/ ١٣٩٥، وانظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، ٤/ ١٧.
(٤) مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، ٢/ ٦٣٤، برقم ٩٢٠.
1 / 56