Light and Darkness in the Light of the Book and the Sunnah
النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
أحوج ما كان إليه» (١).
وبيّن ﵀ أن مشي الناس على الصراط بحسب سرعتهم في الخير في الدنيا، فقال: «مشيهم على الصراط في السرعة والبطء بحسب سرعة سيرهم وبطئه على صراط الله المستقيم في الدنيا، فأسرعهم سيرًا هنا أسرعهم هناك، وأبطأهم هنا أبطأهم هناك، وأشدهم ثباتًا على الصراط المستقيم هنا أثبتهم هناك، ومن خطفته كلاليب الشهوات، والشبهات، والبدع المضلّة هنا خطفته الكلاليب التي كأنها شوك السعدان هناك، ويكون تأثير الكلاليب فيه هناك على حسب تأثير كلاليب الشهوات والشبهات والبدع فيه هاهنا، فناج مُسَلَّم، ومخدوش مُسَلَّم، ومخزول
- أي مقطع بالكلاليب - مُكردس في النار كما أثَّرت فيه تلك الكلاليب في الدنيا ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ (٢).
٢٠ - وقال الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (٣).
ضَمِن الله ﷿ للمؤمنين بالتقوى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أعطاهم نصيبين من رحمته: نصيبًا في الدنيا ونصيبًا في الآخرة، وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين.
الأمر الثاني: أعطاهم نورًا يمشون به في الظلمات.
_________
(١) اجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، ٢/ ٨٦.
(٢) المرجع السابق، ٢/ ٨٦ - ٨٧.
(٣) سورة الحديد، الآية: ٢٨.
1 / 47