أأم سري، أنت سلطانة البها
أطاعك منه ما عصى الناس أجمعا
ولم ير نقصا في محياك ناظري
سوى أن كل الحسن فيه تجمعا
لقد كنت، يا أم سري، سلطانة الجمال في كل عمرك، لم يزدحم الفتيان على طلب يد فتاة كما ازدحموا على طلب يدك، وكاد ازدحامهم يؤدي إلى القتال.
لو عشت، يا أم سري، لذكرنا كل ذلك بالخير، أما وقد فارقتنا فكل الذكريات، حتى ذكريات أيام السعادة تمزق القلوب، وتستوكف الدموع! (4) إني لمن المعترضين
مات أبي، وقد أثقلته السنون، فحزنت عليه، وبكيته دهرا طويلا، ثم قلت وقال الناس: لا اعتراض على حكم القدر.
ثم ماتت أمي، وقد أثقلتها السنون، فحزنت عليها، وبكيتها دهرا طويلا، ثم قلت وقال الناس: لا اعتراض على حكم القدر.
أما الآن، وقد عدت الأقدار على سيدتي، أم سري، وهي في أجمل أدوار الحياة، وهي كالوردة في أكمامها، وهي كلؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون، وهي أصح الناس جسما، وأنعمهم بالا، وهي راضية مطمئنة، وهي محبوبة محترمة عند جميع الناس.
أما الآن فإني من المعترضين، ولو كان هناك مجلس أعلى لقاضيت الأقدار إليه.
Bilinmeyen sayfa