Letters and Fatwas of Abdul Aziz Al Sheikh

Abdul-Aziz ibn Abdullah Al ash-Sheikh d. Unknown
80

Letters and Fatwas of Abdul Aziz Al Sheikh

رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ

Türler

ولما كان الأمر كذلك رأينا أن نبين للناس ما نعتقده، نصحا لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم، وأداء لواجب البيان الذي أخذ الله الميثاق به على أهل العلم ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ (١) . فنقول وبالله نستعين: إن المؤمن يعلم أن الرؤى حق وأنها من عند الله وأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وأنها من المبشرات، وكل هذا صحيح جاءت النصوص الصحيحة مصرحة به، فمن ذلك ما جاء في القرآن من بيان لبعض رؤى الأنبياء وما كان من تفسيرها وتأويلها، وكذلك رؤيا غيرهم وما كان من تفسيرها. فأما رؤيا الأنبياء فإنها حق ووحي، ومن ذلك قول إبراهيم الخليل ﵇ لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (٢) . ومن ذلك رؤيا يوسف ﵇ حيث قال فيما قص الله سبحانه لنا من خبره: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ (٣) وجاء تأويلها في آخر السورة عند قوله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ (٤) . وأما غير الأنبياء فقد جاء في كتاب الله العزيز في سورة يوسف ﵇، رؤيا السجينين وتأويل يوسف ﵇ لرؤيا كل منهما، وكذلك رؤيا الملك وتأويل يوسف ﵇ لها.

(١) سورة آل عمران الآية ١٨٧ (٢) سورة الصافات الآية ١٠٢ (٣) سورة يوسف الآية ٤ (٤) سورة يوسف الآية ١٠٠

1 / 79