193

Lessons in Doctrine - Al-Rajhi

دروس في العقيدة - الراجحي

Türler

العذر بالجهل في ارتكاب الشرك السؤال هل يعذر بالجهل من يطوف بالقبر أو يفعل شيئًا من أعمال الشرك إذا كان يجهل أن ما يعمله شرك بالله ﷿؟ الجواب الذين وقع فيهم ذلك قبل بعثة الرسول ﵊ هم أهل الفترة، وفيهم كلام لأهل العلم، وأما بعد بعثة النبي ﷺ وبعد نزول القرآن، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء:١٥]، فالله بعث الرسول، وأنزل القرآن، فهل يعذر المشرك إذا لُبِّس عليه أن يطوف بالقبور ويدعوها من دون الله، ويذبح لها، فصار مغطى عليه الحق ولا يبصر الحق ولا يعلمه بسبب تلبيس علماء السوء الذين يلبسون عليه ويحسنون له الشرك؟ قال بعض العلماء: إنه يعذر في هذه الحالة، ولكنه يعامل في الدنيا معاملة المشركين، فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، فحكمه حكم أهل الفترات. وهذا هو الذي ذهب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀، حيث قال: لا نكفر أحدًا حتى تقوم عليه الحجة. وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا يعذر أحد بعد بعثة الرسول ﵊؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء:١٥] وقد بعث الرسول، وأنزل القرآن، والقرآن يتلى، والنصوص واضحة في بيان الشرك والتحذير منه، فلا يعذرون، فهما قولان لأهل العلم ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العمل الصالح والعلم النافع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

8 / 27