182

Lessons by Sheikh Safar al-Hawali

دروس للشيخ سفر الحوالي

Türler

ثبوت أن أبا النبي ﷺ في النار
السؤال
قال بعض الناس في الحديث الذي يقول فيه الرسول ﷺ، عندما جاء رجل يسأله عن أبيه، فقال له ﷺ: ﴿أبي وأبوك في النار﴾، فقال هذا الرجل: إن الرسول ﷺ قال ذلك وهو عضبان، ولكن نرجو أن يكون أبُ الرسولِ ﷺ في الجنة؟
الجواب
هذا الكلام من التأويل الباطل الذي يفسد الحديث، لأن الله سبحانه قد برأ نبيه ﷺ من أن يقول الكذب، حتى وإن قلنا أنه قال قولًا وهو غضبان، لأن الله سبحانه يقول: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣ - ٤] فمن يؤول ذلك ويقول أن حديث ﴿أبي وأبوك في النار﴾، قال ذلك وهو غضبان فهذا كذب، ولو أن شخصًا قال لك -حتى وهو غضبان- سأعطيك كذا لو فعلت كذا وكذا، وتبين لك خلافه، فتعتقد أنه كذب عليك، وإن كان قالها وهو في حالة غضب، والنبي ﷺ لا ينطق عن الهوى.
ولهذا لما كان بعض الصحابة يكتب حديثه ﷺ، فقال بعضهم الآخر: ﴿تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ -فهل قال: اكتبوا عني في الرضا؟ ولا تكتبوا في الغضب؟ - قال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج مني إلا الحق﴾ ثم إن الحديث ليس فيه غضب: ﴿أبي وأبوك في النار﴾ هذا الحديث ليس فيه غضب ولا ما يستدعي الغضب، فلا يرد كلام رسول الله ﷺ الواضح الصريح بأقاويل الناس كائنًا من كان.

6 / 28