204

Lessons by Sheikh Nabil Al-Awadi

دروس للشيخ نبيل العوضي

Türler

الانشغال بالأهل والمال لعلك تعتذر بزوجتك وكأنك أول من تزوج، ألم تعرف أن رسول الله ﷺ تزوج أكثر من امرأة واحدة؟ تعتذر بأولادك وكأنك الوحيد الذي أنجب الأولاد وملك الأموال وأثث البيوت ألم تعلم أن المنافقين عندما كان يدعوهم النبي ﷺ إلى الجهاد كانوا يقولون: ﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا﴾ [الفتح:١١]؟ كانوا يتعذرون بالأزواج، وبالأولاد، وبالبيوت ﴿يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ [الأحزاب:١٣]. نعم، لأهلك عليك حق، ولنفسك عليك حق، ولزوجك عليك حق، ولربك عليك حق، فأعطِ كل ذي حقٍ حقه. كم تقضي وقتًا مع أهلك؟ وكم تقضي في الدعوة إلى الله؟ حاسب نفسك وكن منصفًا، وعادلًا. أما تذكرت قصة حنظلة؟ أظنك سمعتها مرارًا كلامًا يقال، لكنها في الحياة بلا تطبيق حنظلة ذلك الصحابي الجليل في ليلة عرسه وزواجه يجامع زوجته، ويسمع منادي الجهاد: يا خيل الله! اركبي. فينتفض من عند زوجته، ويقوم ليجاهد في سبيل الله فيقتل، فتغسله الملائكة!! أتذكر تلك القصة أم أنك نسيتها؟ ألا تعرف قصة صهيب الرومي الذي خرج من مكة، وترك أمواله، وترك كل ما كان يتعب في الحياة الدنيا من أجله، مَنَعه المشركون فقال: ماذا تريدون؟ خذوا أموالي فهي في مكان كذا وكذا، واتركوني أهاجر إلى الله ورسوله. وهاجر وحيدًا فريدًا، ترك كل أمواله، فإذا به يقدم المدينة فينظر إليه رسول الله ﷺ مستبشرًا فيقول له: (ربح البيع أبا يحيى! ربح البيع أبا يحيى! ربح البيع أبا يحيى!). يقول لك إخوانك: نريد منك بعض المال للدعوة إلى الله، فتقول: لا أستطيع عندي سيارة، وعندي بيت، وعندي أثاث، وعندي القسيمة، وعندي وعندي

12 / 7