Lessons by Sheikh Muhammad Hassan

Muhammad Hassan d. Unknown
68

Lessons by Sheikh Muhammad Hassan

دروس للشيخ محمد حسان

Türler

جميع الناس مأمورون بالتقوى بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٧٠ - ٧١]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد: فمع اللقاء الحادي عشر، وما زلنا نعيش في رحاب سورة الحجرات، وما زلنا نعيش مع هذه القواعد التشريعية العظيمة، التي وضعها العليم الخبير جل وعلا؛ لصيانة المجتمع الإسلامي من: التمزق، والتشتت، والتفكك، والضغائن، والأحقاد. ونحن اليوم على موعد مع قاعدة تشريعية جديدة، نبني من خلالها المجتمع المسلم، نحن اليوم مع مبدأ كريم، ألا وهو: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات:١٣]، فبعد هذه النداءات المتكررة في سورة الحجرات للمؤمنين، يأتي النداء العام للإنسانية كلها، على اختلاف أجناسها وألوانها وألسنتها، يأتي هذا النداء بهذا المطلع المهيب. (يا أيها الناس) يا أيها المختلطون أجناسًا وألوانًا وألسنة! يا أيها المتفرقون شعوبًا وقبائل! يا أيها الناس من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها! يا أيها الناس! إن أصلكم واحد فلا تختلفوا، ولا تفتخروا على بعضكم بعضًا، ولا يتعال بعضكم على بعض، إن ربكم واحد، وإن أصلكم واحد، وهو: آدم ﵇. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:١٣]، ولقد ذكر الإمام ابن الجوزي في زاد المسير، في سبب نزول هذه الآية: أن النبي ﷺ يوم فتح مكة أمر بلال ﵁ أن يصعد على ظهر الكعبة ويؤذن، فلما صعد بلال ﵁ ليرفع الأذان على ظهر الكعبة، في البلد الذي طرد منه النبي ﷺ، وشاء الله جل وعلا أن يعود إليه رسوله ﵊؛ لينشر فيه أنوار التوحيد والإيمان. فقام بلال ﵁ ليرفع الأذان على ظهر الكعبة، فقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا؟! فنزل قول الله جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى﴾ [الحجرات:١٣]. وله شاهد عند الإمام السيوطي في الدر المنثور، وعزى هذا الحديث إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن أبي مليكة: (أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا)، فنزلت هذه الآية؛ لتربي القلوب، وتهذب الضمائر والأخلاق، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:١٣].

8 / 2