253

Lessons by Sheikh Muhammad Hassan

دروس للشيخ محمد حسان

Türler

مكانة الوفاء بالوعد في الإسلام
إن الإسلام جاء ليعلي وليشيد إشادة كريمة بهذا الخلق -بصدق الوعد- وليشن حملة ضارية على نقيضها ألا وهي إخلاف الوعد.
ولذلك أيها الأحباب! اسمعوا إلى الله جل وعلا، وهو يثني بهذه الصفة الكريمة، وبهذه الخصلة الحميدة على نبي من أنبيائه، فيخاطب ربنا نبينا المصطفى ﷺ بقوله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ [مريم:٥٤].
أحبتي في الله! نلحظ في هذه الآية ملحظًا جميلًا، ألا وهو أن الله ﷻ قدم صدق الوعد على الرسالة والنبوة وهو يثني على إسماعيل ﵇، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن هذا الخلق الكريم الغالي إنما هو بمثابة المقدمة الضرورية للرسالة والنبوة ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ [مريم:٥٤].
وجعل الإسلام نقيض هذه الصفة من صفات المنافقين كما ذكرت آنفًا من قوله ﷺ: (وإذا وعد أخلف).
أيها الأحبة في الله! والله الذي لا إله غيره ما أحوجنا نحن المسلمين هذه الأيام إلى هذه الخصلة الغالية الكريمة، وإلى هذا الخلق العظيم الجليل إلى صدق الوعد، بل لا أكون مغاليًا إن قلت: إن العالم بأسره بُحكّامه ومحكوميه في أمسِّ الحاجة في هذه الأيام إلى هذه الصفة وتلك الخصلة.

23 / 4