131

Lessons by Sheikh Muhammad Hassan

دروس للشيخ محمد حسان

Türler

تكريم الإسلام للمرأة إن الإسلام هو الذي كرم المرأة كبيرة، بل وكرمها وقدرها صغيرة، فاسمعوا إلى رسول الله ﷺ واستمعن أيتها المسلمات الفاضلات في كل مكان على أرض الله جل وعلا، استمعن إلى هذه الأحاديث الفاضلة العظيمة لتعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الإسلام كرمك وعظمك وشرفك ورفعك من هذا المستنقع الآسن، إلى قمة المجد والسؤدد. يقول الحبيب ﷺ ليرد على دعاة الإباحية والتحرر والسفور الذين تباكوا على المرأة المسلمة التي ظلمت في ظل الإسلام والتي هضم حقها في ظله، وضاعت حقوقها في ظله فاستمعن أيتها المسلمات، واسمعوا يا دعاة الفسق والسفور والانحلال، ماذا قال الإسلام عن المرأة وفي أي الأماكن بوأها، يقول النبي ﷺ في جزء من الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ﵁ يقول: (استوصوا بالنساء خيرًا). وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة ﵁ أنه ﷺ قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة)، أي: لا يبغض مؤمن مؤمنة إن كانت زوجته (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر). وفي الحديث الذي رواه الترمذي وقال: حديث صحيح، من حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم). وفي الحديث الذي رواه ابن عساكر، وصححه الإمام السيوطي في الجامع أنه ﷺ قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم). ولم يكتف الإسلام بتقدير المرأة كبيرة، وإنما قدرها وأجلها واحترمها وهي صغيرة، فاسمعوا إلى رسول الإسلام والسلام ﷺ يقول في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أنس بن مالك ﵁: (من عال جاريتين -من رزقه الله بابنتين اثنتين ورباهما تربية طيبة- حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وقرن بأصبعيه بين السبابة والوسطى) أسمعتم -يا عباد الله- هذه مكانة البنت في الإسلام! هذه مكانة المرأة في دين ابن عبد الله ﷺ، ووضحت رواية الترمذي ذلك فقال: (وقرن بين أصبعية السبابة والوسطى) وفي رواية أبي داود قال ﵊: (من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن، فله الجنة). وفي رواية البخاري ومسلم من حديث عائشة ﵂ قالت: (دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها) ولا ينبغي أن نمر على هذا سريعًا، وإنما ينبغي أن نقول: إن هذا بيت من بيوت المصطفى ﷺ لا يوجد فيه إلا تمرة واحدة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة:٧] والتمرة فيها ذرات خير كثيرة، إن تُصدق بها ابتغاء وجه الله جل وعلا! فتصدقت بالتمرة عليها، تقول أمنا السيدة عائشة ﵂: (فقسمتها المرأة بين ابنتيها -إنه قلب وحنان الأم وينبوع الحنان والرحمة- ولم تأكل منها شيئًا! ثم قامت وخرجت والبنتان) تقول عائشة: (فدخل عليَّ النبي ﷺ فحدثته حديثها فقال ﵊: من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له سترًا من النار). أسمعتم يا دعاة الانحلال؟! أسمعتم يا دعاة التبرج والسفور؟! أسمعتم يا أدعياء الذل والباطل؟! هل استمعتن أيتها المسلمات؟! هل استمعتم يا عباد الله؟! هل هناك مكانة أعظم من هذه المكانة للمرأة المسلمة في دين الله جل وعلا؟

13 / 6