Lessons by Sheikh Abdullah Hammad Al Rassi
دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي
Türler
البكاء من خشية الله وفضله
القصيدة تنسب إلى زين العابدين، أو إلى إبراهيم بن أدهم رحم الله الجميع، ورحمنا الله وإياهم بواسع رحمته، وهو يقول فيها:
ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن
تمر ساعات أيامي بلا ندمٍ ولا بكاءٍ ولا خوفٍ ولا حزن
سفري بعيدٌ وزادي لن يبلغني وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبني ويسترني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدًا على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كتبت يا غفلةً ذهبت يا حسرةً بقيت في القلب تحرقني
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أنوح على نفسي وأندبها وأقطع الدهر بالتذكار والحزن
دعني أسح دموعًا لا انقطاع لها فهل عسى عبرةٌ منها تخلصني
في الحديث أنه ﷺ قال: ﴿عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت تحرس في سبيل الله﴾ وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم: ﴿سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -منهم- ورجلٌ ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه﴾ فجازاه جلَّ وعلا أن يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ولن يبكِ إلا قلبٌ رقيقٌ قريبٌ من الله ﷿، أما القلب القاسي-والعياذ بالله- فهو بعيدٌ من الله، القلب القاسي الذي تراكمت عليه الشهوات، وطمت عليه الغفلة وبنت عليه جدرانها، فهو قاسٍ لا يتعظ ولا يلين، أما القلب اللين الخاشع القريب من الله، فهو الذي يلين، وتسيل منه الدمعة بعد الدمعة، فكم دمعةٍ ثم دمعة ترضي الله ﷿، وتدفع عن صاحبها العذاب.
نعم يا عباد الله! سبعة يظلهم الله في ظله منهم الرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فالإكثار من ذكر الله واستغفاره ﷿، وإحضار القلب دائمًا بين يديه ﷿ يجلو صدى القلب، وكذا التذكر في الخلوات، إذا كنت خاليًا لست في حضرة الناس تتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى، وتتقرب إلى الله ﷿، فهذه عادة السلف الصالح رحمة الله عليهم، كانوا يحيون ليلهم بالتهجد والتقرب إلى الله ﷿، فهذا الزاهد يقول في كلامه:
دعني أنوح على نفسي وأندبها وأقطع الدهر بالتذكار والحزن
دعني أسح دموعًا لا انقطاع لها فهل عسى عبرةٌ منها تخلصني
12 / 3