Leaders of the Conquest of Andalusia
قادة فتح الأندلس
Yayıncı
مؤسسة علوم القرآن
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Yayın Yeri
منار للنشر والتوزيع
Türler
ذلك هو الرسول القائد ﷺ أما جنوده فكان أمرهم كله عجبًا ... كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ويؤثرون عقيدتهم على آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم وأموالهم، بل يؤثرون عقيدتهم على أنفسهم، فيتسابقون إلى الشهادة، فيقول أحدهم للآخر: (هنيئًا لك الشهادة)، وتقول الأمهات والأخوات والزوجات حين يعلمن باستشهاد ذويهن (الحمد لله الذي أكرمهم بالشهادة).
وهؤلاء قادة وجنودًا يبنون للمستقبل، فيعتبرون العلم فريضة لا نافلة، ويعتبرونه عبادة لا تجارة، ويعتبرونه غاية لا وسيلة ... !
كانوا إخوة في الله يحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه، وكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، وكانوا كالجسد السليم المعافى إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى!.
هؤلاء قادة وجنودًا، كانوا يبنون ولا يهدمون، ويعمرون ولا يخربون، ويفعلون ولا يقولون.
كان انتصار المسلمين في بدر، إيذانًا بمولد دولة الإسلام عمليًا، فقاد المسلمون بعدها العالم إلى الخير والصلاح، والمدنية والنور، قرونًا طويلة.
وكان انتصارهم بالإسلام، ولن ينتصروا بغيره، وتاريخ المسلمين خير دليل على ذلك. وكان العرب في الجاهلية متفرقين فتوحدوا بالإسلام، وكانوا أعداء فألف الإسلام بين قلوبهم، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم الإسلام منها، فأصبح العرب بالإسلام وحدة رصينة ودولة عظيمة، وأمة متماسكة، وقوة ضارية، وجدت لها متنفسًا بالفتح الإسلامي العظيم، فسارت رايات العرب المسلمين تهدي الدنيا، وتحضّر العالم، وتمدّن الناس، فامتدت دولة الإسلام
1 / 22