On İkinci Gece: Ya da Ne Dilersen!
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
Türler
Ben Jonson ) قد سخر في عام 1614م، في مسرحية «سوق بارثولوميو»، من شخصية البيوريتاني الديني الذي أطلق عليه اسم «زيل - أوف - ذا - لاند بيزي» (
Zeal - of - the - Land Busy )، ومعناها «حمية البلد المشغول»، وهو أبيقوري منافق يتحدث برطانة الواعظ، ولكنه يفتقر إلى التركيب النفسي والاجتماعي المعقد الذي نراه في مالفوليو؛ فماريا تصفه بأنه «في بعض الأحيان .. بيوريتاني» (2 / 3 / 140)، ثم تسرع فتوضح ما تعني قائلة:
ما أبعده عن الاستمساك بالأخلاق أو البيوريتانية أو أي شيء على الدوام؛ فليس سوى انتهازي مداهن، وحمار يتصنع الحكمة، ويردد ما يحفظه من كلام الكبراء، بل ويكرر مقتطفات طويلة منه! وهو مغرور يزهو بذاته زهوا لا يدانى؛ إذ إنه (في ظنه) مفعم بالمناقب، إلى الحد الذي يؤمن معه أن كل من ينظر إليه لا بد أن يحبه ... (2 / 3 / 146-151)
والهجوم على مالفوليو من الثيمات الكوميدية المألوفة؛ فجوهر هذا الهجوم هو إذلال الغبي المتكبر ذي الألفاظ الطنانة الذي يظن أنه أفضل مما هو عليه في الواقع، ولم يكن شيكسبير يقصد بكلمة بيوريتاني إلا إرضاء الجمهور الذي شاهد المسرحية أول ما كتبت، ولكن الممثل الذي كان يلعب هذا الدور على امتداد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان يوحي للمشاهد بجو «الرفعة الإسبانية» أولا قبل أن يتحول بسبب أوهامه إلى شخصية فكاهية ذات خبل يذكرنا بدون كيشوت (كيخوته). وسوف أقتطف هنا بعض ما قاله من تناولوا المسرحية من كبار النقاد والأدباء إيضاحا لطبيعة التناقض الذي يولد الكوميديا عند شيكسبير، خصوصا في هذه المسرحية. ولأبدأ بفقرة قصيرة من حديث الدكتور صمويل جونسون (
Johnson )، الكلاسيكي ابن القرن الثامن عشر، عن «الليلة الثانية عشرة»:
تتميز هذه المسرحية في الجوانب الجادة منها بالرشاقة والسلاسة، وفي المشاهد الخفيفة بالهزل الجذاب؛ فشيكسبير يصور شخصية السير أندرو إجيوتشيك تصويرا مناسبا إلى أبعد حد، ولكن شخصيته تفصح إلى درجة كبيرة عن غباء فطري، وليست من ثم الموضوع الملائم للهجاء الساخر. والحديث المنفرد الذي يقوله مالفوليو لنفسه كوميدي حقا، ولا يجعله عرضة للسخرية إلا غطرسته. وأما زواج أوليفيا ومشاهد الخلط التي تتلوه فإنها - على الرغم من إحكام بنائها وصوغها بدقة تكفل التسرية والإمتاع على المسرح - تفتقر إلى المصداقية، ولا تقدم الدرس المناسب الذي لا بد منه في الدراما؛ لأنها لا تعرض صورة صادقة للحياة. (من طبعة جونسون لأعمال شيكسبير، 1765م، يوردها ه. ه. فيرنس
H. H. Furness
في طبعته للمسرحية مع آراء النقاد عام 1901م)
ولننظر ثانيا إلى ما قاله وليم هازلت (
Hazlit )، الناقد الرومانسي، في القرن التاسع عشر عن هذه المسرحية في كتابه «شخصيات مسرحيات شيكسبير» (الطبعة الثانية 1818م):
Bilinmeyen sayfa