Hayalperest Ruhun Geceleri
ليالي الروح الحائر
Türler
ولكن قد لمحتك مرة رغم إرادتك! رأيتك إذ كنت يوما في أشد حالات الضيق والأسى، وقد اسود بياض الدنيا في عيني، يوم كنت أرى نفسي محقا مهضوما وغيري ظالما ظافرا، يوم رأيت الحياة عبثا والجهاد عبثا والثبات جبنا والصبر نوعا من الجنون، يوم تملكني اليأس وأحاط بي، يوم حاولت أن أشرب الكأس التي شربها سقراط؛ لأخرج من المعركة الدنيئة التي طوحت بي فيها يد القضاء الظالمة فظهرت لي!
نعم، رأيتك بوجه لا أنسى جماله وقوته، ورأيت جبينك الوضاء مشرقا كأنه مهبط وحي جليل، ورأيت في يدك اليمنى مصباحا من نور وأنت تشيرين به كأنك ترشدينني إلى السير إلى الأمام وفي اليد الأخرى إكليل من الغار تومئين به نحو رأسي!
فتنبهت من سكرة اليأس ونظرت إليك طويلا، ولم أخجل من جمالك وقوتك، ولكنني قلت لك بصوت أجش لم تسمعه أذناي: «من أنت؟ تكلمي!» فدنوت مني، ووضعت قبلة على جبيني ثم قلت بصوت لا يزال دويه في نفسي: «أنا العلا.»
فنهضت وحاولت أن أمسك بذيلك، فطرت عني بأجنحة لم أرها، وطارت نفسي وراءك شعاعا، ثم صحوت الصحوة الكبرى، ولمست جبيني فإذا عليه لؤلؤ العرق الرطب، ولمست بدني فإذا أنا لا أزال أرتجف من أثر قبلتك كأنني معشوقة ضعيفة بين يدي عاشق جميل قوي! هذه حمى العلا!
من تلك الساعة بعثت في هذه الحياة بعثا جديدا، ولبست للعيش ثوبا قشيبا، وقابلت الدهر والقضاء والفقر والحزن والألم بقلب قوي وثغر باسم.
منذ تلك الساعة هزأت بصحتي وراحتي، وبذلت لأجلك السعادة والهناء، منذ تلك الساعة شعرت بقوتي وشبابي!
منذ تلك الساعة طلقت الحياة «الدنيا» طلقة بائنة، ورأيت كل شيء دون الحظوة بقربك دونا.
منذ تلك الساعة رأيت الدنيا بأسرها هينة في جنب رضاك
منذ تلك الساعة شدت لك في قلبي معبدا أمجدك فيه كلما خلوت بنفسي. مصائب الدهر كلها تزول عني إذا عزمت على الصلاة لك، والوحوش الضارية التي تسمي ذاتها «إنسانية» تخضع لي إذا ذكرت اسمك، إن ألد أعدائي يحبونني لأجلك، وأقرب أصدقائي يبغضونني لأجلك!
إنني أعيش بك ولك! وبك ولك سوف أموت!
Bilinmeyen sayfa