Hayalperest Ruhun Geceleri
ليالي الروح الحائر
Türler
قال: سل ما بدا لك.
قلت: أتعيش هنا في المقبرة؟
قال: ولدت ونشأت في هذا البيت، وأشار بيده إلى كوخ صغير في منتهى الطريق محاط بغصون الصفصاف وعلى بابه شجرتان من السرو كأنهما حارسان لا يغفلان.
قلت: أوتقيم هنا طول حياتك؟
قال: وطول مماتي إن كان للموت طول.
قلت: وما هي العواطف التي تجول في صدرك؟ أتحزن إذا واريت التراب عروسا غضة الشباب؟
قال: كنت في بداية أمري أبكي على بعض القبور، أما الآن وقد حفرت بفأسي هذه خمسة آلاف قبر إلا قليلا، فهيهات أن أبكي أو أتحسر!
قلت: «وكيف حالك في بيتك؟ ألا ترتعب إذا جاء الظلام؟!»
قال: «ليس في الراقدين لص يتسلق الجدران، ولا غادر يخون القوم وهم نيام، وإني هنا في مأمن من شرور المدينة ومتاعبها.»
ثم سمعنا صوت قوم يتكلمون، وبصر الرجل بنعش محمول، فقال لي: لقد شغلتني يا سيدي عن حفر مرقد ضيفي الجديد. ثم انحنى بالفأس على الأرض، فودعته وانصرفت، وكان الظلام قد خيم حتى إن القادمين كانوا يحملون مشاعل وأنوارا، فأسرعت حتى بلغت الباب، وسرت وطريق الوحدة، مطرق الرأس، مفكرا فيما رأيته وسمعته في مدينة الأموات.
Bilinmeyen sayfa