16
قال سخربوط لزرمباحة وهو يضحك بسرور: اللعبة تتمادى في التعقيد، وسوف تتمخض عن عواقب مثيرة.
فقالت زرمباحة مشاركة في سروره: تسلية نادرة. - ترى هل تنتحر الجميلة أم تقتل؟ - الأجمل أن تقتل وينتحر أبوها. - هل ثمة مجال للمزيد من العبث؟ - بل ندع الأمور تجري في مجراها ما دامت في غير حاجة لتدخلنا. - الحق أني أخاف.
فقاطعته متسائلة: مم تخاف يا حبيبي؟ - أن يتسلل الخبر من حيث لا ندري.
فقالت بازدراء: لا تكن متشائما.
فضحك سخربوط ولم ينبس.
17
انتشر نبأ خطبة كرم الأصيل لدنيازاد في الحي، ساحبا وراءه ذيلا عريضا من البهجة والتطلعات والسخريات .. حلم الفقراء بمطرة منهمرة من الصدقات من رجل لم يعرف حتى حب الصدقة .. وفرح الأعيان بهذه المصاهرة بين السلطان وحيهم .. وجرت الهمسات منذرة باقتران القرد بالملاك .. وناحت دنيازاد في وحدتها مناجية المجهول: «أين أنت يا حبيبي؟» .. «متى تجيء لإنقاذي من الدمار؟» وراح نور الدين يتخبط بين الطرقات وقد أثار نبأ القران أحزانه، مناجيا المجهول أيضا: «أين أنت يا حبيبتي؟» .. وتابع قمقام وسنجام المناجاة المتبادلة في أسى عميق، حتى قال سنجام لزميله: انظر ماذا يفعل الزمان والمكان!
فقال له قمقام: إن أنات البشر من قديم تتدفق في نهر الحسرات بين الكواكب.
ومر تحت الشجرة المعلم سحلول مهرولا، فقال قمقام بصوت مسموع: إنه ماض إلى مهمة.
Bilinmeyen sayfa