صمت كأنما لينصت إلى همس الغصون وزقزقة العصافير، فتساءلت شهرزاد: هل ينوي مولاي الخروج إلى إحدى جولاته الليلة؟
فقال بفتور: كلا.
ثم بصوت منخفض: أوشكت أن أضجر من كل شيء.
فقالت بإشفاق: الحكيم لا يضجر يا مولاي.
فتساءل بامتعاض: أنا؟! .. الحكمة مطلب عسير، إنها لا تورث كما يورث العرش. - المدينة اليوم تنعم بحكمك الصالح. - والماضي يا شهرزاد؟ - التوبة الصادقة تمحق الماضي. - وإن حفل بقتل الفتيات البريئات والأفذاذ من أهل الرأي؟
فقال بصوت متهدج: التوبة الصادقة.
ولكنه قاطعها: لا تحاولي خداعي يا شهرزاد. - ولكني يا مولاي أقول الحق.
فقال بخشونة وحزم: الحق أن جسمك مقبل وقلبك نافر.
فزعت .. كأنما تعرت في الظلام، هتفت محتجة: مولاي. - لست حكيما ولكنني لست أحمق أيضا، طالما لمست احتقارك ونفورك.
تمزقت نبراتها وهي تقول: علم الله ...
Bilinmeyen sayfa